الملحق الثقافي- بديع صقور :
«هيا ابتعدوا عن هذا القبر»
اتركوا السيف،
ودعوا الزنبقة تتفتح.
ضعوا السعفة على الصدر المسجّى فوق سرير الموج ..
وخلّوا الزورق يجري بسلام .
– 1 –
ما يتقطر من رأس السيف ليس حبة ندى
السيف الذي شطر القلب نصفين
ما يزيّن شفرته ليس زهرة.
الوردة المتفتحة فوق قبر القتيل
لم يكن قاتله منْ زرعها.
-2 –
في سالف الوقت
في سالف الحرب
بكيتُ عليك
بكيتُ عليّ..
في سالف الحزن
مسحت دمعك
مسحت دمعي بمنديل الهواء.
في سالف الجوع
بكينا على السنابل معاً
في سالف الحقد
ألقيتني للذئب
وكانت رحى الحرب تدور.
-3 –
لما ترامت بنا الأرض
أنت، وأنا ..
رقصنا رقصة الموت معاً،
وما بكيت عليَّ
وما بكيت عليك !
– 4 –
صار المدى قاعاً مظلماً
اختزلنا معاً أحزان الشتاء..
تلك البدايات أنهت «كرنفال» التنكر
واستوت على عرش الغصون
افتتحنا مزاداً للظمأ
ليتك كنت حاضراً
ليتني كنت المودع الأخير.
– 5 –
آخر الحبّ
أول التلال
بيننا نهر ..
ننوح على حبّ تبدّد
عند الرحيل،
في زحمة الموت
من يرتب نعوش العائدين؟
آخر المواعيد استفاقت
وكنتُ حاضراً في الوداع
عانقت طيفك،
وبكينا على السنونو..
آخر الذين مروا ..
آخر الغائبين،
وآخر الحاضرين
آخر الرحيل
فقدت شوقي على عتبات الرجاء.
– 6-
بكيتُ عليك
بكيتُ عليّ
بكيتُ حليب الفطام
ظمئنا لماء تعلق في الفراغ
ظمئنا لنومٍ طويلٍ فوق أعشاب القمر.
– 7 –
أول التراتيل صوت يتيم
كان يغفو تحت ظلّ نسمة
استفاق على همس الينابيع ..
يا توبة النهر خذيني،
وأغسلي ظمئي
في نهر النبوءات ..
أبكي عليكَ
أبكي عليّ
عسل السديم سفحناه معاً
على صدر الظمأ..
ونسيت
أن أبكي عليك
أن أبكي عليَّ..
نسينا ..
أن ما على رأس السيف
ليس قطرة ندى !
وأن ما على شفرة السيف
ليس دم زهرة أقحوان.
العدد 1111 – 13- 9-2022