الملحق الثقافي- غسان شمه:
يرى البعض، وهو محق بتقديرنا، أن الكتابة الساخرة من أصعب أنواع الأدب وأن المقدرة على انتزاع بسمة أو ضحكة من القارئ، أو من المشاهد لعمل كوميدي، قد تكون أصعب من الكتابة القادرة على رسم لوحات الحزن ومشاهد الألم، دون الانحدار إلى شيء من الابتذال، وهو يحتاج لكاتب يمتلك كاريزما وروح ساخرة وثقافة عالية وملاحظة دقيقة وخبرة حياتية، تنصهر جميعها في موشور إبداعه لتقديم هذا النوع من الأدب، وربما كان ذلك أحد أسباب قلة المبرزين في هذا المجال..
في لقاء شآم والقلم الأخيرة استضافت الزميلة نجوى صليبه الأديب والناقد نذير جعفر الذي قدم لمحة تاريخية ونقدية حول الأدب الساخر مشيراً إلى أحد مبدعيه المبكرين وهو لوقيانوس السوري في القرن الثاني الميلادي وتطرق لعدد من الأسماء المبرزة في هذا الحقل الإبداعي..كما قدم الأديبان خضر الماغوط وعبد الوهاب محمد العديد من القصص التي حملت ظلال تجربتهما الفنية والفكرية..
ما يعنينا في هذا السياق الحضور المميز والحوار الغني مع الحضور الذي شارك في وجهات نظر حول مفهوم ومصطلح الأدب الساخر، وبنيته الفنية وفق المعرفة والتذوق الفني لكل من شارك، في دلالة مفتوحة على اهتمام لا ينقطع بفنون الأدب على الرغم من الظروف التي أخذت الكثير من في دروب الحياة خاصة وأن جانب من الحضور كان من جمهور الأدب والإبداع، والمهم أيضاً أن مثل هذه اللقاءات تؤكد على جماليات الأدب والفن التي ما زالت تؤكد حضورها ولو بشكل بسيط، لكنه تأكيد على شيء من جدارة الحياة من نافذة الروح الإنسانية المطلة على حضور الأدب واستمراره كقيمة جمالية فكرية وفنية..
العدد 1111 – 13- 9-2022