الثورة – تقرير منهل إبراهيم:
تلعب ألمانيا على مفردات الكلام، وتزعم أنها لن تزود حالياً كييف بدبابات تطالب بها لكنها ستمدها قريباً جداً بآليات مدرّعة، في وقت تصرح به واشنطن علناً ودون حرج أنها ستخصص حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 600 مليون دولار، وتستمر في تصعيد عقوباتها الاقتصادية ضد موسكو في سلوك وصفته روسيا أنه قفز أمريكي في دوائر مثل راعي بقر ضعيف البصر، وتطلق النار دون تحديد أهداف، بينما تواصل موسكو تحديد أهدافها بدقة وتكشف عن بديل لخط غاز السيل الشمالي2.
الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر بتخصيص حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف، وذكرت وكالة “تاس” أن قيمة المساعدات العسكرية الجديدة التي أمر بها بايدن لكييف تبلغ 600 مليون دولار إلى كييف.
وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إنّ هذه المساعدة تشتمل على معدّات وخدمات بالإضافة كذلك إلى تدريب عسكري، من دون تفاصيل إضافية ولا سيّما عن الأسلحة التي تتضمنّها.
وأعلن البنتاعون الخميس أن واشنطن وقعت عقداً بقيمة 311 مليون دولار لإنتاج أكثر من 1800 منظومة صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات، كجزء من برنامج تزويد أوكرانيا بحزمة مساعدات عسكرية.
في هذه الأثناء أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريخت أنّ بلادها لن تزود حالياً كييف بدبابات تطالب بها لكنها ستمدها “قريباً جداً” بآليات مدرّعة، وأكدت لامبريخت في مؤتمر صحافي أنّه يجب أن “نضع سريعاً في متناول أوكرانيا تجهيزات عسكرية أخرى”.
وأعلنت الوزيرة إرسال منظومتين جديدتين من راجمات الصواريخ من طراز “مارس 2” و200 صاروخ. كما ستتلقّى أوكرانيا 50 آلية نقل لمختلف المسارات من نوع دينغو.
ولا تعتزم ألمانيا في هذه المرحلة تزويد أوكرانيا بدبابات من نوع ليوبارد 2، على الرّغم من أن كييف تطالب بإلحاح بتسلّم آليات من هذا النوع، وتعتمد ألمانيا نظام تسليم دائرياً تتسلّم بموجبه اليونان مدرّعات من نوع ماردر، تطالب كييف أيضاً بتسلّمها، على أن تسلّم أثينا أوكرانيا “قريباً جداً”، وفق لامبريخت، مدرّعات أقدم طرازاً.
وفي وقت تصف فيه موسكو واشنطن بالنسبة لكيل العقوبات دون أهداف ضدها براعي بقر ضعيف البصر، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن خط الغاز قوة سيبيريا2 يمكن أن يكون بديلا لخط السيل الشمالي2.
وأشار نوفاك في حديث لقناة (روسيا 1) التلفزيونية إلى أن روسيا تتوقع في المستقبل القريب تعويض حجم صادرات الغاز التي كانت تذهب إلى أوروبا من خلال إبرام اتفاقية مع الصين بشأن الإمدادات عبر خط أنابيب الغاز قوة سيبيريا 2.
ومن المتوقع أن يبدأ بناء خط أنابيب الغاز قوة سيبيريا 2 في عام 2024 ويكتمل في عام 2029 ليربط بين حقول سيبيريا ومنطقة شينجيانغ في الصين.
السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف قال إن العقوبات أحادية الجانب التي تفرضها واشنطن تضر بمصالح الولايات المتحدة نفسها وبآفاق تعافي الاقتصاد العالمي.
وقال: “لم يعد عناد واشنطن التي تواصل دوامة العقوبات أمراً مفاجئاً. فالسلطات الأمريكية ترفض الاعتراف بأن الخطوات الأحادية غير المشروعة لا يمكن أن تحقق أهدافها المعلنة. بل على العكس من ذلك ، فإنها تضر بمصالح الولايات المتحدة. في حد ذاته” مشيراً إلى أنها تضر أيضاً بجهود تعافي الاقتصاد العالمي.
وأكد الدبلوماسي أن دليل ذلك هو ارتباك “حزمة القيود” المقبلة. وأضاف أنه فيما يتعلق بمسألة فرض العقوبات، الإدارة الأمريكية “تقفز في دوائر مثل راعي بقر ضعيف البصر، وتطلق النار دون تحديد أهداف”.
وأشار الدبلوماسي إلى أن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على روسيا لا يمكن أن تؤثر على نهج موسكو وموقفها، ولن يكون من الممكن عزلها بتلك القيود، وقال “أؤكد أن مثل هذه الخطوات العدائية لا يمكن أن تؤثر على مقاربات ومواقف بلادنا، إنها لن تؤدي إلا إلى لتصعيد في تجميد الحوار الثنائي، ولن يكون من الممكن عزل روسيا بالعقوبات، وخير مثال على ذلك هو انشغال جدول الاجتماعات الدولية للرئيس فلاديمير بوتين في سمرقند خلال قمة أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون”.