الثورة- منهل إبراهيم:
ﻣتى ﻭﻗﻌﺖ الحوادث التي لا لبس فيها وجب التحرك السريع لوقفها، ﻭﺇﺩﺍﻧﺔ مرتكبيها لما قد تجلبه من مآس، وهنا يجب قول الحقيقة وذكر مصدر الخطر والشر بكل موضوعية خدمة للإنسانية، فلصوص التاريخ كثر، ولصوص الأرض ومخربوها هياكلهم واضحة وضوح الشمس في عز الظهيرة، ﻭﻗﻮﻝ الحقيقة وفضحهم مسؤولية جسيمة، يجب النهوض بها.
ﺍﻟﻨﻈﺮ الجاد في مسائل مدﺭﺟﺔ ﺿﻤﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ المنظمات الأممية ينبغي أن يكون أمرا لا لعب فيه، ولا يخضع لتقلبات المزاج، والتعامي عن الحقائق لحساب طرف على طرف آخر، فما بالك لو كانت هذه المسؤولية تخص الأمن النووي والاستقرار في العالم، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﻢ المتحدة ومنظماتها ذات الصلة ليس من مصلحتها بأي شكل من الأشكال أن ﺗﻐـﺾ ﺍﻟﻄـﺮﻑ ﻋـﻦ مرتكبي الانتهاكات التي قد تتسبب بكارثة نووية تعم ظلالها السلبية العالم بأسره .
تسليط الضوء على الغرب وأفعاله التخريبة في العالم وانحياز المنظمات الأممية لخياراته دون البحث عن الحقيقة، أو للأسف معرفة الحقيقة وتغييبها، أمر واجب وضروري، وعدم توضيح الصورة وتسليط الضوء على الدمار الكارثي الذي ضرب عقول الغرب في الحروب التي يغذونها من سورية وصولاً لأوكرانيا يحمل الغرب على التمادي، والمنظمات الأسيرة لفكره إلى تجاهل الحقيقة وغض الطرف عن ألم الآخرين.
ما يحصل في أوكرانيا إن صح التعبير في كفة وما يخص محطة الطاقة النووية في زابوروجيه في كفة أخرى، فالمسألة هنا نووية وخطيرة للغاية وقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية المناهض لروسيا بشأن أوكرانيا تعامى بشكل مقصود ولم يذكر كلمة واحدة حول القصف الممنهج للمحطة النووية من قبل قوات النظام الأوكراني.
الدول الغربية صوتت من خلال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار مناهض لروسيا بشأن القضية الأوكرانية، وتكمن المشكلة في هذا القرار بأنه لا يقول كلمة واحدة عن القصف المنهجي لمحطة الطاقة النووية في زابوروجيه وهي المشكلة الرئيسية فيما يتعلق بضمان السلامة النووية والأمن النووي في العالم.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاترى بكل بساطة القصف الأوكراني الخطير الذي قد يفجر كارثة نووية في أية لحظة، والسبب بسيط لأن القصف الذي تنفذه قوات النظام الأوكراني تدعمه الدول الغربية وتدافع عنه بكل الطرق الممكنة.
تصويت مجلس المحافظين في الوكالة الذرية على تبنى قرار يدعو روسيا لإنهاء وجودها في محطة زابوروجيه النووية، أمر يضر بسلامة المنشأة النووية، فموسكو تعمل بكل وسعها لمنع كارثة نووية تلوح في الأفق مصدرها القصف الأوكراني المدعوم غربياً وهذا أمر يجب أن تدعمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا أن تقف في وجهه، وتتعامى عن القصف المرعب الذي يهدد بإخراج الغول النووي ليلتهم ما حوله، ويهدد الأمن العالمي.