الملحق الثقافي- فوزي الشنيور:
لِمَ يا أبا أحمدَ
تدخل في فضاءٍ لا يشبُهك ؟
تتخلَّى عن قبَّعتِك التي نُسِجتْ
من طيبتك الصافيةِ
تمشي عارياً من الكلمات التي كان يتزاحمُ
النحلُ عليها
تظمأُ من الماءِ الذي تنهلُه
تتوجَّسُ من الحشراتِ الهامدة
وممن كنتَ تأوي إليهم
لِمَ تهربُ من أشياءٍ
كنتَ تبحثُ عنها ؟
تودُّ لو أنكَ لا ترى غيرَكَ
أن لا يذهبَ الليلُ من حولِكَ
والأسوأُ من ذلك
إنك دخلتَ في سباتٍ شتوي
لكأنكَ سقطتَ إلى أسفلِ البئرِ
ولا تحاولُ الصعودَ
ماذا جرى لكَ ؟
هل مسَّكَ الشللُ
أم من كانَ حولكَ
لا يحاولُ إلا إطلاقَ الرصاص عليكَ
من فمهِ الملوَّث بالدماء ؟
أعرفُ أنكَ لن تتكلَّمَ
لأن الذين كنتَ تُحارِبُ بهمْ
أصبحوا يُحاربونَكَ
لذا آويتَ إلى نفسِكَ
التي ترتاحُ معَهَا
في اللحظاتِ الباقية
العدد 1112 – 20- 9-2022