الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
هل تتشابه التحديات الثقافية العربية…؟
وهل يمكن عدّها كتلة واحدة أو أن لكل بلد عربي تحدياته الخاصة النابعة من بيئته…؟
فيما مضى كان يمكننا الحديث عن مشكلات المشروع العربي الثقافي، أسباب تراجع المشروع النهضوي العربي…؟
ولكن اليوم مع تغير الحال، وتوسع الهوة بين البلاد العربية، هل يمكن الإقرار بالعودة إلى الاشتغال على مشروع عربي… أو مشاريع فكرية عربية متعددة يمكن أن تنضوي تحتها بعض البلدان…؟
وهل نحن جاهزون للبدء بمشاريع فلسفية وفكرية محدثة ضمن هذا الطغيان اللانهائي لتهميش الفكر…؟
وأين قادة الفكر في عالمنا العربي…؟
هل هم مصممو الأزياء، مشاهير اليوتيوب أو التيك توك، أو مشاهير الفن والغناء؟
التحديات التي تواجه مشروع عربي ثقافي ربما أكثر ما تتجسد في نمطية الثقافة السطحية، العابرة، التي انغلق الوعي عليها، وآثر الاستسهال في التقاطها والتعاطي معها…
جيل بأكمله يتربى على شاشات تكنولوجية ترمي بين أيدينا كل أشكال التسطيح والهشاشة المعرفية، فكيف سننطلق وسط كل هذه المعطيات نحو مشاريع نهضوية…؟
قد تبرز بصمات فردية وسط تجمعات بشرية هائلة، لكن الفردية هل تعطي تأثير الموجة البحرية حين يكون البحر هادئاً وبإمكان رواده الاستمتاع والإنصات لهمس متفرد…؟
الهيجان الذي نعيشه حالياً بفضل المتغيرات يجعل الأمواج المبتكرة مهما كانت قوية، تتكسر على هتافات تعلو مطالبة بكل ما هو مؤذ لبلادها، دون أن تتمكن أفكار الانتماء والهوية، من إيقاف الهدير في رأسها، لأنها أساساً تلتقط خيالات مبهمة يلفها الخواء الفكري، مجرد أشكال لا معنى لها، أصابها الصمم في فكرها وذاكرتها، وعقائدها المنهكة، نتيجة الاشتغال الطويل على ضخ مفاهيم تفريغ المعنى، وتغييب الجوهري، وإعلاء السطحي.
العدد 1112 – 20- 9-2022