مع كل دورة جديدة لمنظمة الأمم المتحدة، تطفو مجدداً إلى السطح ذات الأسئلة والتساؤلات التي لطالما بقيت إجاباتها برغم وضوحها وسطوعها حبيسة الأدراج الأممية بسبب السيطرة الأميركية على كل مفاصل المنظمة التي أغرقتها التبعية للولايات المتحدة في أعماق العجز والشلل والفشل عن تحقيق أي من أهدافها ومبادئها التي كانت سبباً في إنشائها وتأسيسها في العام 1945، أي بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة.
.. (المحافظة على السلم والأمن الدوليين عن طريق اتخاذ تدابير جماعية فعَّالة لمنع الأخطار التي تهدد الأمن العالمي، وتنمية العلاقات الودية بين الدول، على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق، وحق تقرير المصير للشعوب، وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان، وتأمين الحريات الأساسية للجميع دون تمييز، بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين)، تلك كانت أهم وأبرز المبادئ والاهداف التي حددها ميثاق تأسيس المنظمة، تلك المبادئ التي لم تبق مجرد شعارات وحبراً على ورق فحسب، بل نزفت دماء وأوجاعاً وعذابات على معظم شعوب العالم، بعد أن استخدمتها الولايات المتحدة ومن خلفها الغرب الاستعماري كحصان طروادة للولوج إلى كل الدول التي تعارض وتناهض سياساتها ومشاريعها الاحتلالية والاستعمارية من أجل تدميرها وإفشالها ونهب خيراتها وثرواتها وشرايين وجودها.
77 عاماً ولا تزال منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها، عاجزة عن حل أي من القضايا والأزمات والحروب نتيجة التبعية والتدخلات الأميركية المباشرة في تشكيل وصياغة وطرح القرارات الدولية، لاسيما تلك القرارات التي تدينها هي وشركائها وأتباعها، وتعرقل سياساتهم ومشاريعهم وجرائمهم بحق الدول والشعوب.
كثيرة هي الأمثلة والشواهد على عجز المنظمة وعلى إرهاب وإجرام أميركا والغرب الاستعماري، لكن يبقى أبرزها وأبشعها على الإطلاق جريمة احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين، والمتواصلة فصولها المأساوية والدموية حتى اليوم، والتي ستبقى شاهداً حياً، ليس على فشل المنظمة في تحقيق أي من أهدافها التي أنشئت من اجلها فحسب، بل على زيف ونفاق وازدواجية وإرهاب العالم الغربي الذي تحركه نزعاته وطموحاته الاستعمارية.