على وقع هطولات مطرية رقيقة في الساحل وقرصات برد ناعمة في دمشق يصرح المعنيون في قطاع الطاقة والنفط عن توافر في حظوظ المواطن لجهة الحصول على حصته من الـ٥٠ليتر مازوت لزوم فصل الشتاء، والتفاؤل الأكبر هو أن هؤلاء أكدوا تسارع التوزيع بحيث يأخذ الجميع حصته من المازوت.
وأما ما يتعلق بالكهرباء مكمل دفء الشتاء مع المازوت تبدو التجهيزات في طريقها إلى المحافظات وهذا ما لمح إليه معنيوا الكهرباء بأنه ربما يكون هناك تحسن على صعيد التقنين، وهذا ما لا يتفاءل به البعض لأنه رغم التصريحات المتكررة لم يكن هناك تطبيق فعلي على الأرض واصطدمت عموم المناطق بانقطاعات طويلة للتيار الكهربائي، إضافة لتمييز بين خطوط الكهرباء بحسب كل شارع وهي شكوى تصل من كل المحافظات وليس في دمشق وحسب، ناهيك عن الانقطاعات بسبب قدم التجهيزات .
ولنسمح لأنفسنا هذه المرة بأن نضع بارقة أمل بتحسن طفيف مع بعض التكهنات على صعيد تأمين ما أمكن من حاجات الشتاء الذي يحتاج بدوره لمصاريف مضاعفة، فكما تقول جدتي بساط الشتي بساطه ضيق فكيف إذا كان هذا الشتاء يتوازى مع أحوال معيشية متراجعة وأحداث وتغيرات عالمية وتضخم عالمي كبير لانعلم أين يذهب بالأزمات الاقتصادية التي تعصف من كل حدب وصوب.
يبقى أن نقول على ضوء التحليلات الملامسة للواقع إن الإنتاج والاستثمار المحلي وحده هو القادر على أن يقينا شيئاً مما يحصل حولنا من تحولات ترهق بلداناً كبرى، لكن عندما تستطيع المؤسسات و القطاعات مع الموارد المحلية أن تصنع جزءاً من الحاجة اليومية ستخفف على الأقل حجم الفاتورة إن لم تتجاوز ذلك، وبالنظر إلى المفاجآت الاقتصادية التي تعصف ببعض دول العالم اليوم وربما بقليل من الاهتمام وتحمل المسؤولية نستفيد من الدروس التي كانت قاسية على الاقتصاد السوري، ونضع النقاط على الحروف لمشكلات اقتصادية متعثرة، فهل نستطيع وهل تساعدنا الظروف العالمية الاستثنائية ؟.