الثورة _ علاء الدين محمد :
جسدي المجوف منهك …
خمسون جرحا كان يكفيني
لأعرف أنني تل من اللحم المتبل
والمقدد …
خمسون سكينا تراودني
خمسون لغما عند خاصرتي
وما زالت عظامي
تتمدد ….
استقى الشاعر سعيد محمود عقيل هذه الصور الواقعية من وحي البيئة.. المستخلصة من جوهر حياتنا اليومية المعاشة .. بلغة محببة وتوهج عاطفي يتفاعل مع نبض الحدث الخارجي ويقدمه لوحة مليئة بالالوان والحركة للقارىء.
إصدار جديد عن الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان ( الدومري) للشاعر سعيد محمود عقيل.
عندما يستقي الشاعر عنوانه من بصيص الأمل الذي يضيء ماتبقى من عتمة الليالي والطرقات المقفرة والأيام الكئيبة لعله يغذيها بالأمل وبضوء يطلع على صقيع يخفف من وطأة برودته ويحيله في يوم من الأيام دفئا.. يقول في قصيدته (الدومري )
“أنا الدومري العتيق ..
أترك الضوء خلف خطاي
أحفظ لون النوافذ
أنا الدومري
آخر النازحين من صقيع الطريق
ألم مبطن تارة وظاهر تارة أخرى، يحدوه أمل لايخفى بين كلمات الشاعر وتعابيره ، وحنين إلى كل شيء جميل، أثرى حياته يوما الحبيب والوطن والأماكن الى السهول والجبال الى المنازل.. يروي بشعره حزن الثكالى على كل شيء أحيل الى خراب وظلام ودمار حتى وصل الى الدماء في العروق..
يقول في قصيدته (حنين الثكالى)
ياريح الشمال جمدت قلبي
خففي الوطء ياريح الشمال
لي حبيب أشتاقه كل نبض
نبضة القلب ثقلها كالجبال
كل شبر حكاية … وسؤال
تغرق الروح في جحيم السؤال
كم عزيز قد ذللته المنايا
كم ذليل قد ساد فوق الرجال
أهدى الشاعر من كانت سر الوجود والحياة والعطاء، وحجز لها حيزا من شعره في ديوانه هذا .
الأم… التي نستفيق من خلالها على أولى نظرات ومعاني الحب والانتماء، الحنين الذي يأبى أن يفارقنا لمن وهبنا إحساسا لايضاهيه ولا يوازيه أي حب آخر ، الأم التي من خلالها نحيا ونستقي كل المشاعر الإنسانية الجميلة.. يقول في قصيدته (أمي )
وهل تعرفون مكانا يليق بأمي
يليق بخدين .دوار الشمس
وقلب رقيق كقلب الحمام
هناك تراب كثير …
هناك ظلام كثير …
وصمت …
وبرد …
المجموعة الشعرية تناولت مواضيع شعرية متنوعة وعديدة كانت انعكاساً للحياة بكل مافيها من ألم وعناء وحزن وأمل بانبلاج ضوء من تحت ركام مآسينا.