في مدارات الشهيد

ثورة أون لاين – رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم:
يحضر الشهيد في عيده، وقد كللته أزاهير الوجدان على امتداد الأرض السورية، بعد أن جمعت كل ما في سلال وجودها لتعلن: من هنا تكون البداية وهناك على ذلك المدار ترتسم الحصيلة الممتدة في اخاديد الوطن وجوداً وحضوراً.. تضحية وعطاء.. فعلاً وممارسة.. انتماء وقدسية.

فالشهيد الذي زنر حضوره البيوت السورية، يقف اليوم في صرحه وعيونه ترنو نحو الوطن. ويقين الشهيد – الحاضر الأبدي – يضفي على الإرادة السورية ألق العطاء الممهور بضفائر الوطن الممتدة في عمق حضارته وهي تتجذر إصراراً وثباتاً.‏

بين الإيمان بالشهادة والقناعة بسلوكها يبدو أن المسافة الفاصلة لم تتبدل، وقد باتت أكثر وضوحاً وأضافت إلى ذاكرة السوريين لوائح من المجد الذي تكتبه دماء من ضحوا، وتسطر بأحرف من نور بطولات الصمود الذي تحتضنه آلاف القصص والحكايات المسورة بحب الأرض وقدسية الوطن.‏

فتعود المدارات الأولى للشهيد لترسم إحداثيات الوطن خطوطاً تتقاطع على مواسم العطاء والبذل والتضحية، وتتشارك في قاموس الوجود وهي تعيد ترتيب حروف الوطن وكلمات الأرض، وتكتب في دفاترها المزنرة بأسمائهم ووجوههم وابتساماتهم ما يوجز وما يصلح ليكون القاموس الجديد في ذاكرة الوطن.‏

لم يكتفِ السوريون بكل ما تراكم في تلك الذاكرة من صفحات تصلح للمحاججة وتقدم القرائن على السمو في التضحية، ولم يتوقفوا عند حدود يقينهم الدائم بأن المدارات التي تتشكل حول الشهيد والشهادة ستظل مشهداً تتداوله الأجيال التي كتبت على السطور الأولى معزوفة العطاء، بل تمتد نحو مشاهد جديدة وعناوين جديدة يكون فيها عيد الشهداء منعطفاً إضافياً في رسم لوحة الوطن.‏

على امتداد هذه الأرض يخطو السوريون على وقع انتصارات تصنعها تضحيات شهدائهم، ويقينهم بأن ما رسمته خطواتهم السابقة وما تتأهب لتخطه لاحقاً سيكون البرهان الساطع على أن التضحية ليست فعلا وطنيا بامتياز فحسب، بل أيضاً تحاكي فيه سمو الوجود ورسالة الخلود الأبدي للوطن.‏

في حضرة الشهيد تعلن الكلمات عجزها ولا تشعر بالخجل، وفي مقام الشهيد تقترب الذات السورية من استكمال آخر مداراتها، وهي تسجل أن ما ضحى به السوريون في الماضي وما يضحونه حاضراً كان وسيبقى طريقا يضمن لهم الغد الذي يعملون من أجله، رغم ما يستفيق من أطماع وما يلوح من وجوه تستقدم العهود البائدة وسطوة الهيمنة والاحتلال، وتحاول أن تعيد عجلة التاريخ إلى الخلف.‏

فالسوريون الذين يضبطون إيقاع التاريخ على توقيت حضارتهم الموغلة في عمق الوجود الإنساني، يضبطون اليوم بتضحياتهم وبصور شهدائهم وفي عيدهم التاريخ الجديد، والإيقاع المنتظم للبشرية في عهد العودة إلى اليقين الأول بأن سورية كانت وستبقى مهداً للحضارة ومنطلقاً للفعل الإنساني القائم على التضحية والعطاء كي يظل التاريخ داخل هوامش مساره..‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
تشكل محطةً فارقةً في مسار العلاقات .. الشيباني يصل إلى واشنطن في زيارة رسمية وصول أول باخرة تحمل 50 ألف طن من الأرز قادمة من الصين.  بدعم أردني – أميركي.. الخارجية تعلن خريطة طريق شاملة لإعادة الاستقرار إلى السويداء  "نحو إنتاج زراعي اقتصادي".. في ورشة عمل بحمص  زيارة ميدانية ودعم لاتحاد الشرطة الرياضي  سوق المدينة يعود إلى " ضهرة عواد " بحلب  "وجهتك الأكاديمية" في جامعة اللاذقية.. حضور طلابي لافت وفد سعودي في محافظة دمشق لبحث فرص الاستثمار بتخفيضات تصل إلى 50 بالمئة.. افتتاح معرض "العودة إلى المدارس " باللاذقية أردوغان: ملتزمون بدعم وحدة واستقرار سوريا  الذهب يواصل ارتفاعه محلياً وعالمياً والأونصة تسجل 42.550 مليون ليرة سوريا: مستعدون للتعاون مع "الطاقة الذرية" لمعالجة الملفات العالقة التأمين الصحي.. وعود على الورق ومعاناة على الأرض "تجارة ريف دمشق" تبحث مع شركة تركية توفير الأدوية البيطرية   قرار ينصف المكتتبين على مشاريع الإسكان مراقبون تموينيون جدد .. قريباً إلى الأسواق  جاليتنا في "ميشيغن" تبحث مع نائب أميركي الآثار الإنسانية للعقوبات  "الشيباني والصفدي وباراك" يعلِنون من دمشق خطة شاملة لإنهاء أزمة السويداء 4 آلاف طن  إنتاج القنيطرة من التين خطاب يناقش مع لجنة التحقيق بأحداث السويداء المعوقات والحلول