الثورة – تقرير لجين الكنج:
كلما اقترب الشتاء زاد التوتر لدى الحكومات الأوروبية، بسبب أزمة الغاز الناتجة عن إيقاف روسيا لضخ غازها نحو أوروبا بشكل كامل.
وبعد هذا القرار الروسي، اتجهت الأنظار نحو مخزون أوروبا من الغاز والذي ستواجه به برد الخريف والشتاء القادمين، وبسبب قلة هذا المخزون ستجد نفسها أمام كارثة طاقية حقيقية في ظل غياب الغاز الروسي إذا لم تجد الحل المناسب الذي يمكنها من تفاديه بالأيام المقبلة.
فبعد إعلان روسيا إيقاف ضخ الغاز، ارتفعت أسعار الغاز في الأسواق الأوروبية، اليوم الأربعاء، بأكثر من 10%، وتجاوزت العقود الآجلة للوقود الأزرق مستوى 2000 دولار لكل ألف متر مكعب.
واستهلت العقود الآجلة للغاز لشهر تشرين الأول المقبل، بحسب مؤشر أكبر مركز أوروبي TTF، التعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 10.8% إلى مستوى 2047.3 دولاراً لكل ألف متر مكعب.
وبدأت أسعار الوقود الأزرق في الأسواق الأوروبية صباح أمس بالصعود، حيث ساهمت التقارير حول الأضرار التي تعرضت لها أنابيب “السيل الشمالي” في زيادة المخاوف حول إمدادات الغاز من روسيا.
وسرعت أسعار الغاز مساء أمس من صعودها في ظل مخاوف من توقف إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا، بعد بيان شركة “غازبروم” الروسية بشأن شركة “نافتوغاز” الأوكرانية.
وبحسب وكالة نوفوستي رفضت “غازبروم” بشكل قاطع مطالب “نافتوغاز” حول “البدء في إجراءات التحكيم” حول نقل (ترانزيت) الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية، وقالت الشركة الروسية، إنه لا ينبغي سداد رسوم الخدمات التي لا يقدمها الجانب الأوكراني، واعتبرت أن موقف الشركة الأوكرانية غير الودي يمكن أن يعرضها لعقوبات من قبل روسيا، الأمر الذي سيمنع “غازبروم” من الوفاء بالتزاماتها تجاهها، بما في ذلك الدفع.
وفي السياق ذاته أرسل وزراء الطاقة في 15 دولة من الاتحاد الأوروبي طلباً مشتركاً إلى المفوضية الأوروبية، بخصوص فرض حد أقصى لسعر كل الغاز المستورد إلى الاتحاد الأوروبي، بغض النظر عن مصدره.
ودعا الوزراء في رسالتهم، المفوضية الأوروبية إلى إعداد اقتراح في أقرب وقت ممكن بحيث يمكن مناقشته في الاجتماع الوزاري الطارئ القادم للاتحاد الأوروبي في بروكسل في 30 أيلول.
ووفقاً لوكالة نوفوستي نقلاً عن الوزراء، يجب أن تساعد الإجراءات المقترحة، الحكومات الأوروبية على التعامل مع ضغوط التضخم، والاستعداد لاحتمال حدوث خلل في توريد الغاز، والحد من المكاسب غير المتوقعة لشركات الطاقة.