الثورة – نوار حيدر:
ذائقة القراءة تموج بين ماض عتيد وحاضر مرير، فتكتنز من الماضي وتتسربل إلى الحاضر، تثير كوامن التذوق، وتغني مخزون الروح الذي يستمر بالنماء ليتوج معايير الجمال والكمال..
فهل تقولبت ذائقة القراءة في يومنا هذا، أم أنها بقيت المهد الذي ينتظر ولادة ثقافة جديدة تثري الإبداع وترفع الغث من السيل؟
عضو اتحاد الكتاب العرب د. ريما دياب ترى أن …
ذائقة القراءة خاصة خلال الخمس سنوات الماضية قد تغيرت كثيراً، وبدأت تظهر آثار الحرب على الساحة الثقافية، وباتت القراءة في أدنى مستوياتها، خاصة بعد أن دخلنا عالم التكنولوجيا الحديثة الذي كان له الأثر الأبرز في تشويه ذائقة القراءة كما شوهت اللغة العربية.
ويظهر ذلك جلياً من خلال المواضيع المطروحة على مواقع التواصل الاجتماعي ومستوى التعليقات التي نقرؤها.
فبات هذا العالم الافتراضي يسيطر على العقول والفكر واستهدف بشكل كبير الجيل الجديد الذي لم تعد تعنيه رائحة الورق ولا متعة تحسس الكتاب وصفحاته وقراءته.
وتقع المسؤولية الأكبر في تأخر ذائقة القراءة على عاتق دور النشر لأنها تطرح الكثير من المنشورات التي لا تستحق النشر مثل الروايات ودواوين الشعر وحتى الكتب الثقافية التي لا تمت للثقافة بصلة..
فمن ينشر يجب أن يكون مسؤولاً عما ينشره ونحن اليوم بحاجة إلى رقابة على دور النشر، إلى رقابة على ماهية ما ينشر وما يصل إلى أيدي القراء.
ولأن أحد أهداف العدو هو تدميرنا فكرياً، لذا تناولت الحرب الثقافة، وهذا كان له أثره على القراءة وعلى اللغة العربية، والذي بات واضحاً من خلال التأخر الكبير الذي نشهده في عالم العلم والقراءة والثقافة.
لذا نجد أننا بحاجة ماسة إلى من يأخذ بيد الجيل الجديد، بحاجة إلى شريحة واعية وناضحة تأخذ على عاتقها تقويم الطريق الذي يسلكه هذا الجيل ليعود إلى الطريق الصحيح، ويعي هدف الغزو الثقافي الذي دخل مجتمعاتنا وأصبح داخل بيوتنا. فنحن اليوم في حرب حقيقية هي حرب التكنولوجيا التي تغرس في أجيالنا أفكاراً سلبية تسيطر عليهم عن طريق الألعاب وبرامج معينة تدخلهم في متاهات الهدف منها إبعادهم وتهميشهم فكرياً وثقافياً وعلمياً.
فحتى في جامعاتنا نرى الطلاب يسعون إلى ما يمليه عليهم أساتذتهم وابتعدوا عن نهم القراءة والمطالعة وحب المعرفة.
نعم تأخرت القراءة بنسبة ٧٠% في سورية ونحن اليوم العقل المشتت الذي لا يمكن السيطرة عليه ، فالحرب مثلما هي تنال من البشر تنال من عقولهم ..