الثورة _نوار حيدر:
صدر العدد الجديد من جريدة الأسبوع الأدبي العدد (١٧٨٩) عن اتحاد الكتاب العرب، تناول جملة من القراءات والقضايا والآراء الثقافية ، إضافة إلى بعض نشاطات الاتحاد، وعدد من القصص والقصائد الشعرية.
في افتتاحية العدد كتب د. عاطف بطرس بعنوان”الثقافة من التبرير إلى الكيدية” : تتنامى وظيفة المثقف في المجتمعات النامية، فتزداد مهامه، فهو ليس حامل ثقافة ولا ناقلاً لها فقط ، بل هو نموذج يحتذى في السلوك أولاً، وتأخذ مواقفه وأقواله شواهد لدعم آراء المتلقين والمشاركين في عملية إنتاج المعرفة الاجتماعية ثانياً. فبحكم دور المثقف (الوسيط) بين الفئات الاجتماعية على اختلاف مصالحها ، وأصحاب القرار، يعيش حالة دائمة من القلق والتوتر، فلا هو يرضي أصحاب الشأن، ولا هو يفي بوظيفته الاجتماعية المعرفية، هذا من جهة، ومن الجهة الثانية، يعيش المثقف ازدواجية أشد مضاضة، فهو ابن مجتمعه، وابن عصره، محكوم بتناقضاته ومشكلاته…
لا يمكن تجاوز تلك المرحلة إلا بالانغماس في أعماق الواقع، وإدراك أهم العوامل المؤثرة فيه، القديم منها والمعاصر، بالتوفيق بين معطيات الواقع (الراهن) بكل أثقاله، وما يطمح المثقف للوصول إليه كنموذج متجاوز (للراهن) باتجاه المستقبل.. الذي يساهم المثقف في رسم ملامحه والتنبؤ بها.
تحت عنوان “عقل أميركا الخفي” كتب ديب علي حسن: منذ أن بدأت خيمة إلى أن غدت إمبراطورية كبرى تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بعقل ذرائعي نفعي شعاره الغاية تبرر الوسيلة وتحت شعار دعه يعمل دعه يمر….تسخر الفكر الأميركي لرسم خطط واستراتيجيات السيطرة والتسلط والهيمنة وتدجين العالم…
يتميز الوضع الحالي بعدم وجود تقسيم واضح في العالم إلى سياسة خارجية وسياسة داخلية، وإن كثيراً من العمليات العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية مترابطة بعضها ببعض، وهذا ما هو موضح بشكل جيد في الاستعارة المجازية الآتية من نظرية الفوضى ( يمكن لرفرفة جناحي فراشة فوق المحيط الأطلسي أن تسبب إعصاراً في المحيط الهادئ).
كما أن التسييس المفرط للمؤسسات الفكرية الأميركية وظهور فروعها في دول أخرى وإنشاء منصة شبكة عالمية للمنظمات غير الحكومية التي هي في الواقع مؤيدة لأميركا، تعد إشارة واضحة إلى نشر أدوات واشنطن في جميع أنحاء العالم وتفاعلها في مختلف مجالات الحياة…لاسيما من خلال الفضاء الأزرق الذي أصبح ثروة للشركات و مراكز الدراسات بالبيانات، كما قال أحدهم : البيانات هي الثروة الأغلى الآن لا النفط ولا غيره.
كتب علي عباس تحت عنوان” لمواجهة أخطار الحاضر والمستقبل” : إن ذاكرة الأمة مملوءة بعطاءات الأجداد المكتوبة في كتب التراث وإبداعات مفرداتها نابضة بالتمسك بالانتماء للهوية، فلكل زمان ثقافة تميزه في مسيرة العصور عبر إرساء ملامح إنسانية لها طابعها الخاص وتناغمها الاجتماعي والثقافي في الإطار العام..إلى أن دخلت أو أُدخلت علينا مفاهيم جديدة حملت عناوين سوق الإنتاج الثقافي المعاصر بوساطة تيارات فكرية لا تمت لواقع مجتمعاتنا وطموحاتها من قريب أو بعيد، قدمت إلينا من خلف البحار والمحيطات.
في محاولة لتغيير منظومة القيم الإنسانية للأمة العربية وتهميش ثقافتها الوطنية وثوابتها الاجتماعية لإبعاد أبناء أمتنا عن قضاياهم بغية إخضاعهم للقوى المسيطرة على مفاهيم العولمة وصراع الحضارات..
تحت عنوان “الأخلاق والأخلاقيون” كتب د.عيسى الشماس: تمثل الأخلاق حجر أساس بناء المجتمع الأصيل المتكامل، فهي تشكل الدعامة المتينة لحفظ أبنيته الداخلية وكياناته المتعددة، والدارس لتاريخ الأمم والشعوب يدرك أن سقوط بعضها، كان تخليها عن الأخلاق ، وما تقتضيه من الممارسات السلوكية الفاضلة.
لقد أكد السيد الرئيس بشار الأسد القيم الأخلاقية، في كل مناسبة يجتمع فيها مع ممثلي الاتحادات والنقابات والمؤسسات الأهلية والدينية، موضحاً أن الأزمة التي نعيشها، هي أزمة قيم بالدرجة الأولى. وإذ نحن أمام شعار “إعادة البناء والإعمار” ،علينا أولاً أن نعيد بناء الإنسان الذي يتحلى بالقيم الأخلاقية ذات الطابع الوطني / الإنساني ، وذلك بدءاً من التربية الأسرية، مروراً بالمؤسسات التربوية المتلاحقة، التي يجب عليها أن تعيد النظر في بنيتها و في أساليبها ، وتتحمل مسؤولياتها كاملة في بناء جيل جديد قادر على تجاوز التحديات في الظروف الراهنة.
