الثورة – عمار النعمة:
انطلقت في دمشق احتفالية الموسم الخامس لأيام الفن التشكيلي السوري بدار الأسد للثقافة والفنون، بمئوية الفنان المعلم فاتح المدرس تحت شعار (سبعون عاماً من الحداثة)، وهي إشارة إلى مرور سبعين عاماً على فوز لوحته (كفر جنة) بالجائزة الأولى، في المعرض السنوي الثالث عام 1952، والتي تم اعتبارها بدايةً لتاريخ الحداثة في الفن التشكيلي السوري.
في البداية تم افتتاح معرض الفنان فاتح المدرس في بهو قاعة الأوبرا، تلاه عرض بصري سمعي تحية له في مئوية ولادته، مع مقطوعة (فاتح المدرس) التي ألفها المايسترو عدنان فتح الله، وعزفتها الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية.
د.لبانة مشوح ألقت كلمة أكدت من خلالها إلى أن الاحتفالية لهذا العام تكرس مفهوم الحداثة في عدد كبير من المعارض والملتقيات وورشات العمل والندوات حيث تتناول حياة فاتح المدرس وأوجه إبداعه الفني والأدبي، وماهية الحداثة وعلاقتها بالبيئة والتاريخ والأصالة كما تطرح للمرة الأولى مشكلة تزوير العمل الفني وكيفية التصدي له.
وأشارت وزيرة الثقافة إلى هناك عشرات المعارض تقام في هذه المناسبة بالمراكز الثقافية ومراكز الفنون التشكيلية والمتاحف وصالات العرض ولكل المحافظات السورية نصيب من تلك المعارض وهذا إن دل فإنما يدل على انتعاش الحركة التشكيلية رغم كل الظروف، مبينة أن المعرض السنوي، سيعود اعتباراً من هذا الموسم ليضم نتاج الفنانين المخضرمين إلى جانب أعمال الفنانين الشباب كما بدأ لتتمازج إبداعات كل الأجيال.
وتضمن الحفل تكريم ثلاثة فنانين كبار، وهم النحات القدير عبد السلام قطرميز، ومجدي الكزبري، وطلال العبد الله، وتكريم ذكرى ثلاثة فنانين من الراحلين هم الفريد حتمل وهو أحد مؤسسي الفن التشكيلي الذي غلبت على أعماله النزعة الانطباعية، وعز الدين همت، وهو أيضاً أحد رموز المدرسة الكلاسيكية في الحراك التشكيلي المعاصر، وعبد الكريم فرج عميد كلية الفنون الجميلة سابقاً، والذي حملت أعماله الحس الإنساني والجمالي، بأسلوب عفوي، وبصياغة لونية وتقنية تخدم الفكرة.
وفي تصريح خاص للثورة أكد الناقد سعد القاسم أهمية فعالية الموسم الخامس لأيام الفن التشكيلي السوري فهي تتزامن مع مئوية الفنان فاتح المدرس بالإضافة إلى مرور سبعين سنة على فوز لوحته (كفر جنة) بالجائزة الأولى في المعرض السنوي الثالث عام ١٩٥٢، مشيراً إلى أن الاحتفالية هي لكي نحافظ على أهمية الفن التشكيلي في سورية بعد الحرب التي تعرضنا لها، حيث نحاول التأكيد على حضور الفن التشكيلي من خلال ذكر الراحلين ليبقوا في ذاكرة الناس، والاحتفاء بالفنانين الموجودين والذين يعملون حتى اللحظة.. بالإضافة إلى إقامة الورشات والندوات والحوارات التفاعلية.
والجدير بالذكر أن الاحتفالية التي تطلقها وزارة الثقافة تضمنت إقامة العديد من المعارض في صالات العرض العامة والخاصة، وندوات أكاديمية ومسابقات احترافية، منها معرض الخريف السنوي في قلعة دمشق، ومعرض الحداثة في صالة الشعب، ومسابقة البورتريه من وحي أعمال فاتح المدرس في قلعة دمشق، ومسابقة تصميم البوستر في مكتبة الأسد الوطنية.