الثورة – درعا – سمير المصري:
يُعاني مستشفى درعا الوطني من نقص كبير بأطباء الاختصاص وتعطل مزمن بأجهزة الطبقي المحوري والرنين وتفتيت الحصيات، حيث ورد لمكتب «الثورة» شكاوى كثيرة نقلها لنا الكثير من المواطنين والمرضى، والذين يضطرون لتحمّل الكثير من الأعباء المادية للحصول على صورة الطبقي المحوري أو المرنان وتفتيت الحصيات.
وأشار بعض المرضى إلى أنهم يدفعون مبالغ باهظة في القطاع الخاص لإجراء الصور، ولاسيما في ظل ظروف معيشية غاية في السوء يعاني منها الكثير من المرضى، والذين هم بحاجة إلى صورة طبقي محوري، وهذا ما يضطرهم للذهاب إلى مستشفى طفس الوطني وقطع مسافات كبيرة للحصول على دور لهذه الصورة، ما يضطرهم للرجوع إلى مستشفى طفس مرة أو مرتين وحتى أكثر نتيجة ازدحام المرضى.
فيما أكد العديد من المرضى أن كثرة الأعطال في أجهزة الطبقي المحوري وتفتيت الحصيات بالمستشفى الوطني أرهقتهم مادياً بسبب ارتفاع تكاليفها بالقطاع الخاص، حيث يصل أجرة جلسة تفتيت الحصيات بالخاص ٢٥٠ ألف ليرة والطبقي المحوري أكثر من ١٠٠ ألف وحسب طبيعة الصورة من دون حقن مادة ظليلة أو مع، ولاسيما في ظل أزمة معيشية صعبة يعانون منها.
مدير عام الهيئة العامة لمستشفى درعا الوطني الدكتور يحيى كيوان بين أن توقف أجهزة الطبقي المحوري والمرنان وتفتيت الحصيات وغيرها عن العمل منذ أشهر أدى إلى توجه المرضى للقطاع الخاص أو الذهاب لجهاز مستشفى طفس الذي أصبح عليه عبء كبير بسبب كثرة المراجعين، مشيراً إلى أهمية صيانة جهاز الطبقي المحوري لكون صوره تسهم في التشخيص الدقيق للعديد من الأمراض، كما أنه مهم جداً لتخديم مرضى الإسعاف والذي لا يحتمل التأخير أو التأجيل.
ولفت إلى أنه فور تعطل الجهاز تمت مراسلة وزارة الصحة من أجل توجيه شركة الصيانة الخاصة المتعاقدة للقيام بعملية الإصلاح، وهناك متابعات حثيثة في هذا المجال على أمل أن تتجاوب تلك الشركة بسرعة سواء لإصلاح جهاز الطبقي المحوري أو جهاز تفتيت الحصيات الذي يقدم أيضاً خدمات نوعية للمرضى، وما نأمله الإسراع بإجراء أعمال الصيانة للأجهزة المتعطلة بالمستشفى، إضافة إلى تأمين جهاز المرنان المغناطيسي وجهاز طبقي محوري ثان للحاجة الماسة لهما لتخديم المرضى وتخفيف المعاناة المادية والمعنوية عنهم.
وكشف كيوان أن هناك نقصاً كبيراً في الكوادر الطبية بمختلف الاختصاصات وخاصة التخدير والجراحة والعصبية والداخلية والقلبية والأذنية والعينية وغيرها، وكذلك الكوادر التمريضية والفنية بسبب هجرة الكثير منهم خارج القطر، وهذا النقص أبقى الكثير من أقسام المستشفى من دون أطباء مثل العينية والقلبية فهناك طبيب قلبية واحد بالمستشفى وأيضاً طبيب عصبية، بإضافة إلى معاناة الأقسام الأخرى بسبب قلة الاختصاصيين.
وبين أن معظم الأقسام تعتمد على الأطباء المقيمين والفنيين، مشيراً إلى أن عدد الأطباء الاختصاصيين في المستشفى لا يتجاوز الـ ٢٥ طبيباً، و٩١ طبيباً مقيماً، وهذا العدد لا يغطي ما نسبته 10٪ من حاجة المستشفى والتي كانت تصل أعدادهم قبل عام ٢٠١١ إلى عشرات أضعاف هذا العدد حالياً، حيث كان عدد الأسرة بالمستشفى أكثر من ٤٠٠ سرير موزعة بجميع الأقسام، بينما حالياً لا يتجاوز عدد الأسرة ١٤٠ سريراً بسبب نقص الكوادر الطبية والتمريضية وبعض الأدوية ومنها أدوية غسيل الكلية وبعض أنواع الإبر الضرورية.
وأخيراً ما يأمله الكثير من المواطنين والمرضى بمحافظة درعا من الجهات المعنية العمل على تأمين أجهزة طبية حديثة سواء المرنان المغناطيسي أم الطبقي المحوري أم تفتيت الحصيات، ولاسيما أن الجهاز الحالي أصبحت أعطاله كثيرة ومتعددة بسبب تجاوز عمره التشغيلي الفعلي وحل المشكلة هو تأمين أجهزة جديدة للتخفيف على المرضى وعدم استغلال القطاع الخاص لهم.
