الثورة- هناء الدويري:
أحفاد أبي العلاء المعري يعودون إلى منازلهم وبيوتهم ومزارعهم آمنين وبسلام بجهود وبسالة الجيش العربي السوري والحكومة لتعود دورة الحياة من جديد وليعيد التاريخ نفسه وينتصر الفكر التنويري على الفكر الوهابي والإرهابي وتعود مدينة الفيلسوف والشاعر المعرّي إلى ألقها الذي انتصر بفكره على جيش المرداسي عندما استجار أهل المعرة بفيلسوفهم وحكيمهم فجنبّهم الحرب والقتال بمكانته بين أهل زمانه فغادر معرة النعمان المرداسي وجنوده مدحورين.
لكنّ المدينة لم تسلم بالأمس القريب من روّاد الجهل والتكفير والظلام مدمرّي المدن والآثار ولصوص الفسيفساء والقطع الأثرية والكتب الفكرية والثقافية الذين بدأت الحكومة السورية بمحو آثارهم ونفض غبار جهلهم عن المدينة ومتحفها ومنارة الإشعاع الفكري للمعرّي
صحيفة الثورة التقت الأستاذة «فاتن سلهب» مديرة الثقافة في إدلب التي أكدّت أن العمل على ترميم ماخرّبه الإرهاب قد بدأ حيث قالت: (المركز الثقافي في معرة النعمان منارة ثقافية لأنه بالأساس هو منزل أبو العلاء المعري يقع في منتصف الشارع الرئيس في معرة النعمان والذي سمي باسم شارع أبو العلاء نسبة إلى المعري، وقد شرعت الحكومة بوضع حجر الأساس لبناء المركز الثقافي عام ١٩٣٨، بحضور محافظ حلب وعدد من الشخصيات الهامة، والذي يضم ضريح عبقرية الأمة الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري وفي العام التالي ١٩٣٩ بني المركز الثقافي، ولكن جاء بصورة غير محببة للناس حسبما ذكر مؤرخ المعرة محمد سليم الجندي
فهدم البناء وأعيد بطراز معماري إسلامي جميل وبواجهة غاية في الروعة من خلال الزخارف والأقواس المدببة، وفي الداخل بنيت المكتبة، وهي قاعة تضم مجموعة من الكتب الخاصة بالمعري وآثاره المعرفية و كتب عنه، ومجموعة كتب ثقافية ضخمة ودشن المبنى الجديدعام ١٩٤٤بمناسبة المهرجان الألفي لذكرى مرور ألف عام على ولادة المعري، وكان مهرجاناً دولياً توزعت نشاطاته مابين دمشق والمعرة واللاذقية وحلب، وحضر من مصر عدد من أعلام الأدب برئاسة الدكتور طه حسين وأحمد أمين وإبراهيم المازني وشعراء من العراق ولبنان، وقد تبرع طه حسين بمبلغ وقدره ألف جنيه مصري للمكتبة، وحضر المهرجان آنذاك رئيس الجمهورية شكري القوتلي ونقل قبر المعري آنذاك من داخل المكتبة إلى خارج المكتبة وبني فوقه إيوان جميل..
خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية تضرر المبنى بشكل كبير، وتوقف المهرجان لعدة سنوات ليعود عام ٢٠٢٠بدورته الرابعة عشر في حماه كما وتم فقد كتب قيمة من المكتبة واليوم بعد عودةالأمن والأمان لمدينة معرة النعمان تم استعادة عدد من كتب المكتبة وحاليا قمنا بدراسة فنية لإعادة ترميم المركز والعمل على إعادته لألقه لاستقبال الروّاد والزوّار من كل أنحاء العالم كما في السابق.
ويتم حالياً التحضير لمهرجان أبو العلاء المعري بدورته السادسة عشرة، والذي سيقام على أرض مدينة معرة النعمان بعد انقطاع طويل)).
المعري طرح الأسئلة الصعبة على العقل الإنساني وسخر من السائد في التفكير بأسلوب كوميدي بارع ونجد أرقى صوره وأمثلته في رسالة الغفران التي استقى منها «دانتي» رائعته الشهيرة (الكوميديا الإلهية).
لاتزال مؤلفات المعري تمنح القارئ فرصة التأمل والفهم والإدراك في «اللزوميات».
فيلسوف الشعراء والأديب العالمي الكوني لابدّ من استزادة مستمرة عنه في مهرجان يعود من جديد في مسقط رأسه معرة النعمان ومناقشة الخطاب السردي والثقافي عنده ودراسة حضوره الإبداعي في الكتابات المعاصرة عربياً وعالمياً شعراً ونصوصاً أدبية وفلسفية.
