الثورة – فاتن دعبول:
لن نضيف جديداً عندما نؤكد في كل موسم من مواسم معرض الكتاب، أن الكتاب يشكل جزءاً من حضارتنا وموروثنا الثقافي الذي يفرض وجوده بين شرائح المجتمع كافة، ومن يزور معرض الكتاب في دورته الحالية، في مكتبة الأسد الوطنية، لا بد سيشهد هذا الحضور اللافت وهذا التعطش للمعرفة كل حسب توجهه وميوله، وهذا ما أكده الدكتور عبد الله الشاهر وقال: إن معرض الكتاب هو أحد أبرز معالم الثقافة في أي مجتمع، إذ لا ثقافة دون كتاب، فالثقافة ليست فقط تجمع بين كونها منتجاً وإنتاجاً، بل هي المنظار الذي يرى الفرد فيه ذاته ومجتمعه من خلال مجمل الفعاليات التي يتم استهلاكها وإعادة إنتاجها، وبالتالي فإن عملية الثقافة حالة تركيبية تراكمية.
ويضيف الشاهر: إن معرض الكتاب يشكل تعزيزاً وانتصاراً للثقافة بشكل عام، فهو جامع للفكر وتنوعه، وبدونه لا يمكن الوصول إلى ثقافة فاعلة ومؤثرة ترصد الحاضر وتطمح إلى المستقبل بخطوات واثقة، وهو خطوة فاعلة في ظل ثقافة الإنترنت، وحالة إيجابية جاذبة للفرد والمجتمع لاقتناء الكتاب، وهذه التظاهرة التي يخلقها المعرض، يجعل رواده محكومين بعقلهم الجمعي الذي يقود إلى التعاطي مع الكتاب، هذا أولاً.
أما الأمر الثاني، فمعرض الكتاب يعد انتصاراً للثقافة السورية تحديداً، إذ استطاعت أن تنهض بعد سنوات الإرهاب البغيض لتتعامل بفاعلية مع الثقافة التي هي وعي وجودنا، وهذا دليل على حيوية المواطن السوري وعمقه الحضاري، وعلى رؤية مؤسساتنا في التعامل مع الثقافة للارتقاء وتحدي الإرهاب وتجاوزه، ومن أقدر من الثقافة على ذلك؟
وبين أن معرض الكتاب هو فعل إيجابي، ولابد أن ندرك أنه إذا أردنا إشاعة الكتاب في بيوت الناس، علينا أن نراعي الحالة الاقتصادية، لأن سعر الكتاب قد يتجاوز إمكانية الغالبية من المواطنين، وهذا الدور منوط بمؤسساتنا الثقافية بكل تدرجاتها ودور النشر التي نثمن عالياً دورها.
ويختم بالقول: معرض الكتاب هو انتصار للثقافة بامتياز، وارتقاء بالمواطن وفوز حضاري للوطن.
السبيل للارتقاء
وترى مانيا سويد صاحبة دار سويد للنشر أن هناك عدة أوجه إيجابية للمشاركة بالمعارض، وأولها إشهار الأعمال الفكرية والاحتفاء بها في مساحات واسعة وأروقة منتظمة ومنظمة جاذبة لاستقطاب المهتمين بالكتاب.
وأن أهمية المشاركة في معارض الكتاب تكمن في دعم الحراك الثقافي من خلال التفاعل مع الجمهور القارىء وجهاً لوجه، وتعزيز الثقة بالكتاب الورقي الذي يواجه تحديات كثيرة في ظل الواقع الراهن المؤتمت.
وتضيف سويد: وعلى صعيد دور النشر فالمعارض تحفز روح التنافس النزيه والاطلاع على أساليب عرض مبتكرة وحديثة، وللمعرض السوري خصوصية وأهمية منذ انطلاقته في العام المنصرم، بحيث قدم برهاناً لترسيخ مفهوم الثقافة التي برهنت أن الكتاب هو السبيل للارتقاء بغد أفضل.