الثورة – آنا عزيز الخضر:
منافسة قوية للكتاب في مساحات حياتنا العصرية، وسائل اتصاﻻت اجتماعية وغيرها، تلفزيون، سينما مسرح، وصور مبهرة قادرة على سرقة الدهشة..
جميعها وسائل كفيلة باقتناص الاهتمام، وصرفه عن الكتاب، لكن المتابع لما في معرض الكتاب السوري من إقبال، سيدرك أهمية حضور معارض الكتب في حياة الناس، وإمكانيتها الحقيقيه في استقطاب الناس وجذبهم، فرغم كل شيء للكتاب مكانته الخاصة دون منازع…
حول معرض الكتاب، لكونه الصورة الأكثر إشراقاً للثقافة، التقينا بأحد مريديه المستمرين، الكاتب “أحمد علي هلال” الذي تحدث لنا قائلاً:
معرض الكتاب السوري في دورته الحالية، أكثر من استحقاق يتعلق بالكتاب، وإحياء عادات القراءة التي تراجعت، وكاد القارىء أن ينحسر، وهي التقاط لحظة تعيد الألق للكتاب صناعة وثقافة، ولعل مشاركات دور النشر المحلية والمؤسسات الثقافية المعنية، كوزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب واتحاد الناشرين السوريين ـ على سبيل المثال، هو ما يرسخ قيم الكتاب وخلق حوار سيغني أبعاده الثقافية والتنويرية المنشودة..
صحيح أننا خسرنا معرض الكتاب بصيغته الأشمل، طيلة سنوات الحرب على سورية، لكن ذلك لايمنع من العودة إلى تقاليد حضارة الروح والإنسان، من أجل تأصيل الوعي المعرفي، الذي يرتقي بنا تكاملاً مع منظومة معرفية وأخلاقية، رغم العقبات الكثيرة التي تواجهها صناعة الكتاب، فضلاً عن التحديات التي خلقتها ثورة الاتصالات، والحاجة إلى الكتاب الإلكتروني، جنباً إلى جنب الكتاب الورقي، ما يعني في الراهن، أن استحقاقات الكتاب جدية بما يكفي، لنستعيد ثقافتنا المهددة على الدوام، ثقافة التنوع والتعدّد والبناء التي تعني، ثقافة الحاجة العليا وكيف نوظفها قيماً وسلوكاً وانفتاحاً مثمراً على المعرفة، ويدل الإقبال على كتب الهيئة العامة السورية للكتاب مثالاً، والذي يراعي بأسعاره المدروسة حاجة القراء، يدل على أهمية الدور الذي يلعبه الكتاب في حاضر ومستقبل القارىء..
معرض الكتاب في طبعته الجديدة رهان وتحدّ واستحقاق، ليظل موقع الكتاب السوري في الصدارة منافساً، ومتجاوزاً لكل الصعاب التي نمر بها، بعيداً عما يقال بموت القارئ أو موت القراءة، ورغم التباس هذه الأطروحات وبؤسها، إلا أن ذلك يعني، أننا بأمسّ الحاجة إلى تنمية فاعلة يكون الكتاب أحد أهم عناوينها..

التالي