يوفر محصول الزيتون أكثر من مئة ألف فرصة عمل مباشرة في سنوات الإنتاج الوفير ولمدة شهر كامل عدا الفرص غير المباشرة العاملة في معاصر الزيتون ونقله والتخلص من النفايات.
موسم هذا العام جيد والحمد لله وهو ما جعل أصحاب المزارع يبحثون عن العمالة ” بالسراج والفتيل ” رغم الشكاوى المستمرة من قلة وجود فرص العمل، وهناك قطاعات وأعمال توقفت نتيجة ارتفاع أجور اليد العاملة في قطاف الزيتون والتي بلغت بالمتوسط 25 ألف ليرة يومياً عدا عن تكاليف النقل والطعام، يعني بالمحصلة 35 ألف ليرة، وهذا يبرر للمزارعين رفع أسعار مبيع الزيت من جهة، ويطرح تساؤلاً عن إدخال المكننة في جني محصول الزيتون من جهة أخرى، إذا ما زالت المكننة بعيدة عن حقول الزيتون بشكل كامل.
محصول الزيتون ربما بات المحصول الأهم في سورية لانتشاره بشكل كبير وواسع وتراجع محاصيل أخرى، ولكن التركيز على الإنتاج دون مواكبة ذلك الاهتمام بالتصنيع والتسويق حرم الزيت السوري من المنافسة وسمح لنشاط التهريب إلى دول الجوار كتركيا ولبنان حيث يتم تصنيعه وفلترته وتغليفه وتصديره بشهادات منشأ تلك الدول وليس بمنشأه السوري.
ارتفاع تكاليف إنتاج الزيتون نتيجة قلة الاهتمام والمتابعة وغياب المكننة والتصنيع أضاع فرصة الزيت السوري في المنافسة بالأسواق الخارجية وحتى في الأسواق الداخلية، فكثير من العائلات لا تستطيع شراء زيت الزيتون رغم أهميته الغذائية، حتى في الصناعة هناك عزوف عن استخدامه ويتم الاستعاضة عنه بزيوت ربما مجهولة المصدر والفائدة والصلاحية للاستهلاك.
محصول يوفر الغذاء وفرص العمل ويُمكن أن يكون مساهماً بالناتج الإجمالي ومورداً للقطع، يجب أن تستنفر كل الإمكانات لتطويره، من الأبحاث مروراً بالتصنيع وصولاً إلى التصدير.
يقول المثل ” خبزي وزيتي عمارة بيتي ” ولذلك عند جني الزيتون تجتمع الأيادي الصغيرة مع الناعمة والخشنة في مهرجان تستمر أيامه لأكثر من شهر وعندما ينتهي تطمئن الأنفس على (مونة الشتوية)، ولكي يطمئن الجميع لابد من دعم هذا المحصول والالتفات إلى التصنيع والتسويق والمكننة.