الخاسر الأكبر..

بالنظر إلى النتائج التي أفرزتها تداعيات الحرب في أوكرانيا حتى الآن، يمكن القول ببساطة أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر، فيما أتباعها في الغرب، إلى جانب الشعب الأوكراني هم من يدفعون الثمن من أمنهم واستقرارهم ورفاهيتهم، مقابل أن تجني واشنطن مكاسب سياسية واقتصادية.

فالحقيقة الماثلة للعيان بأن كل ما يجري في أوكرانيا، أو حتى على الصعيد العالمي من حروب وأحداث دامية، هو نتيجة تخطيط أميركي مدروس وممنهج، وعقلية بنتاغونية، ظلامية، استعمارية، استلابية.

أميركا دفعت زيلينسكي إلى خوض حرب يكون شعبه محرقتها، واستخدمته كبش فداء، وذراعاً لحربها بالوكالة، وهذا صحيح، ولكنها لم تدفعه إلى ذلك لمحاولة زعزعة الاستقرار الروسي فقط، والنيل من القرار السيادي لموسكو، وإنما يمكننا القول بأن واشنطن حققت مكاسب كثيرة من وراء سياساتها الدموية هذه، خاصة إذا ما علمنا أن الدول الأوروبية جراء هذه الحرب تعيش أزمة اقتصادية خانقة، وهي حالياً تشتري الغاز مرغمة عن أنفها بأربعة أضعاف سعره، من شريكها الأميركي الذي يشاركها فقط بالأرباح، فيما الخسائر هو بعيد كل البعد عنها.

هذه هي أميركا، وهذه هي أجنداتها الهدامة، وسيناريوهاتها الاستعمارية، وخططها الفوضوية، فهي لا تنفك عن الاستثمار في الحروب التي تشعلها في سبيل أن تبقى القوة الأحادية المهيمنة ولو كان ذلك على حساب أمن شركائها وأتباعها.

أميركا تعتقد أنها ما زالت صاحبة القرار العالمي، وأن باستطاعتها أن تطيح بأنظمة وتجلب أخرى على مقاس أهوائها، ولكنها سرعان ما ستصطدم بواقع المتغيرات الدولية الجديدة، حيث لم يعد هناك قطب أوحد تسيره كيفما تشاء، بل بات هناك أقطاب متعددة، ولعل تنامي نفوذ القوى الصاعدة، كروسيا والصين، وإلى جانبهما حلفاء كثر يناهضون السياسة الأميركية، هو خير دليل على كلامنا هذا.

تكسب أميركا حالياً، ولكنها ستبقى الخاسر الأوحد، فهي خسرت مكانتها بعد أن انكشف وجهها الحقيقي وبانت عوراتها الخلقية واللا أخلاقية.

 

 

آخر الأخبار
تحركات حكومية تمهد لإصلاح مصرفي شامل قاتل في سوريا.. من هو "طبطبائي" الذي قتلته إسرائيل بـ"الضاحية الجنوبية"؟ وصفات صندوق النقد الدولي بين الفرص والمخاطر قوى الأمن الداخلي في حمص تمدد حظر التجوال إثر تصاعد التوترات الطائفية حمص.. اختبار الخوف ومسؤولية النجاة أعطال السيارات في إدلب.. جدل حول جودة المازوت وشركة البترول ترد تحضيرات لإطلاق ملتقى يدعم إبداعات سيدات الأعمال الصناعيات في دمشق وريفها سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026