في كل صباح، وفي أثناء توجهي لعملي في صحيفة الثورة بكفرسوسة أحاول أن أجد لي منفذاً على الأرصفة المحاذية لمنطقة زقاق الجن للعبور تجنباً للسير وسط الشارع، وأحياناً تذهب محاولاتي أدراج الرياح فأضطر للمشي مع السيارات العابرة بالاتجاهين كون الرصيف مشغولاً جداً بسيارات اقتحمته على عجل وأخرى تحت مجهر التصليح وأدواته التي افترشت ممرات العبور عبر تلك الأرصفة، مثال ينطبق على معظم ماتبقى من مرافق اسمها الأرصفة في العاصمة.
المشكلة قديمة متجددة كتبنا عنها مراراً وتكراراً بلاجدوى، فإشغال الأرصفة بالسيارات المتوقفة عرضاً وطولاً لم يتوقف يوماً حتى بوجود المواقف المأجورة و الغرامة التي تصل إلى (15) ألف ليرة عبر شاخصة مرورية توضع على الرصيف على أساس أنها ضابطة لهذه المخالفة، إلا أن كل تلك المحاولات لمنع توقف السيارات عليها لم يجد نفعاً حتى الساعة وتشهد على ذلك أرصفة معظم الأحياء بدمشق وماتبقى منها مشغول هو الآخر بالبسطات والأكشاك.
وبعيداً عن التشوه البصري وسوء استخدامها وانشغال الكثير منها بالحفريات وإعادة تأهيلها في فترات متقاربة من العام لأكثر من مرة، تبدو الحاجة خلال هذه الأشهر من العام أكبر لاستخدام الأرصفة من قبل آلاف الطلاب لحمايتهم من حوادث السير نتيجة لعدم استخدام الرصيف.
ولن أتطرق هذه المرة في مقالتي هذه إلى مشكلات الحفريات وسوء التنفيذ والمسلسل المستمر على مدار العام بتغيير بلاطها وشكلها ..الخ وإنما التركيز على إيجاد معالجة حقيقية لإعادتها لوظيفتها الأساسية في تحقيق الممر الآمن للمشاة.
واقع الأرصفة والشوارع بدمشق حالياً بحاجة إلى نظرة بانورامية واستراتيجية حقيقية تستند إلى دراسة المعطيات الموجودة على أرض الواقع لمرافق من المفترض أن تكون من أبسط المشكلات التي يجب أن تواجه المعنيين بشؤون العاصمة، ولكن الإهمال وسوء التقدير والتنفيذ جعلها في عين المواطن من المشكلات الكبيرة التي تعيق العديد من القضايا المتعلقة بمصالحه.