مازالت لجنة الإنضباط في اتحاد كرة القدم تستأثر بدور البطولة في المشهد الكروي، ليس بما تجود بها قريحتها من قرارات وعقوبات بحق المخالفين، من إداريين ولاعبين ومدربين، فحسب، وإنما باستمرار نزيف أعضائها الذين يتقدمون باستقالاتهم متذرعين بغياب الإنسجام فيما بينهم، أو خروج البعض منهم عن أخلاقيات العمل المتبعة..
ولطالما كانت قرارات هذه اللجنة مثار دهشة واستغراب، في بادئ الأمر، يتطوران إلى امتعاض واستنكار، ثم إلى رفض ولجوء إلى الاستئناف، ولجنة هذا الأخير لاتتورع عن نسف قرارات لجنة الإنضباط من أساساتها، أو تقزيمها وإفراغها من مضمونها، لتغدو لجنة الإنضباط، بلا وزن ولا قيمة، ولا حتى احترام لها؟!!
تتالي الإستقالات يعني أن هناك خللاً في العمل والممارسة، إن لم نقل في البنية، وهذا يستدعي من مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الذي يقوم عادة باختيار رؤساء اللجان المنبثقة عن الاتحاد وأعضائها، التحرك باتجاه مكامن الخلل والعمل على إصلاحها، ورأب الصدع الذي أصابها، من خلال تقويم طريقة العمل، وإعادة الهيبة لهذه اللجنة وقراراتها، وليس التدخل لثني الأعضاء عن استقالاتهم، بطريقة الإسترضاء وتبويس الشوارب، لأن إعادة الأعضاء إلى مكانهم، أو استبدالهم بآخرين، سيكون مجرد حل ترقيعي لا طائل منه.