صوت ملائكي يصدح في الحيّ الذي أقطن فيه، يصدر عن طفل في المدرسة الابتدائية والتي تطلّ على شرفة بيتي.
“تعلى وتتعمّر يادار محمية براجك…” وحماس يملأ وجوه الأطفال من حوله..
إنها إذاعة المدرسة وكم جميلة تلك الفكرة…
ليست مجرّد إذاعة متواضعة بميكريفون، بل هي ركن مدرسيّ أساسي في تعزيز ثقافة الطفل الوطنية، تملأ القلوب والعقول بهجة وثقة وثقافة وفكراً يكتنزه الطفل في ذاكرته عبر مشاركاته الوجدانية وتحضيراته الفعليّة ليكون المُرسل والمتلقي من منبر يستشعر أن صداه وترجمان أفكاره يصل الكون كلّه…
التجارب والممارسات التي يمرّ ويقوم بها الطفل عبر سنواته الدراسية تختزنها الذاكرة بأضعاف ما تكتسبه الذاكرة فيما بعد بحسب علماء النفس، فكيف إذا كانت تلك التجارب جماعية ومنظمة وبإشراف متخصصين ومن هم أهل للثقة في بناء وتعزيز ثقافة وفكر أطفالنا…
التجارب عبر سنوات الحرب الإرهابية على سورية أكّدت مفاهيم الوطنية التي لا تُشترى ولاتُباع، فالجيل المُشبع بثقافة وطنية بقي يقاوم ويحارب كلّ أفكار الجهل والظلام، ويسعى لتحرير كلّ شبر جنباً إلى جنب مع تحرير الفكر وتنوير العقل.
المُواطنة السورية ومواطنوها لم يسقطوا ضحية الدعايات المغرضة والمؤامرات التي بثّتها وتبثّها وسائل الإعلام الغربية وبعض العربية، وإن حصل فيما قلّ عاد من غُرّر بهم إلى حضن الوطن دون قيدٍ أو شرط، لأنّ الوطنيّ صوته مسموع وبفكر حرّ يمارس وطنيته التي تقول: إنّ الوطن هو المدخل الوحيد للعبور إلى واحة المواطنة الكريمة.