الثورة – ترجمة رشا غانم:
فشل كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في إحراز تقدم فارق في محادثاتهما التجارية في براغ، حيث يشعر الاتحاد الأوروبي بالضيق من قانون واشنطن لخفض التضخم، واصفاً إياه بأنّه يضع شركات الاتحاد الأوروبي في موضع غير مؤات.
ويطالب الاتحاد التكتل المكون من ٢٧ دولة، الولايات المتحدة الأمريكية بأن تعامل السّيارات الكهربائية، البطاريات، ومعدّات الطاقة المستدامة في الاتحاد الأوروبي، والتي تباع في الولايات المتحدة، بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع تلك القادمة من المكسيك وكندا.
ويُذكر أنّ قانون خفض التضخم، الذي فعّله الرئيس الأمريكي جو بايدن ليصبح قانوناً في آب الماضي، يهدف بشكل مزعوم إلى مكافحة تغير المناخ وجعل الولايات المتحدة الّدولة الرائدة عالمياً في سوق السيارات الكهربائية.
وينص القانون على أنه يجب تجميع المركبات الكهربائية في أمريكا الشمالية للتأهل من أجل الحصول على الائتمانات الضريبية.
من جهته، يصف الاتحاد الأوروبي هذا الإجراء، أنه أشبه بإجراء تمييزي ضد السيارات المصنوعة في الاتحاد، بينما السيارات الأمريكية والتي تباع في أوروبا، تحظى بالإعفاءات الضريبية نفسها التي تتمتع بها المركبات الأوروبية.
يؤكد نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس، أن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق إزاء عدد من العناصر التمييزية في قانون خفض التضخم، وبأنّ الاتحاد يقيم ما إذا كانت خطوة الولايات المتحدة “تتماشى مع متطلبات منظمة التجارة العالمية”.
وبهدف حل النزاع، سافرت الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي إلى براغ لإجراء محادثات. وبينما أكدت على التزام الولايات المتحدة بتعزيز علاقتها الاقتصادية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي، لم يكن هناك أي اختراق وشيك في النزاع، وسيواصل الجانبان محادثاتهما.
يأتي النزاع التجاري الأخير بين الجانبين بعد فترة وجيزة من حل الخلاف طويل الأمد حول الطائرات، والذي استمر لمدة 17 عاماً. حتّى توصلوا أخيراً إلى اتفاق في حزيران من العام الماضي، والذي أنهى جبهة واحدة فقط من “حربهم التجارية”، وفقاً لتقارير إعلامية.
بعد عام واحد، حذّرت مجلة فوربس الأمريكية من أنّ “سحب العاصفة التجارية تتراكم فوق المحيط الأطلسي”. وأنّ هناك شرارات تتطاير الآن في علاقاتهم التجارية مرة أخرى مع اشتداد المواجهات. فالسيارات الكهربائية ليست سوى واحدة من الجبهات التي يمكن فيها اندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا.
هذا ويُذكر أنّه في وقت مبكر من شهر حزيران الماضي، ورد أن الولايات المتحدة كانت تفكر في فرض رسوم جمركية جديدة على “مجموعة من المنتجات الأوروبية المباعة في أمريكا”.
وعلى ما يبدو أنه، وبالرغم من الأمثلة والشواهد التي حدثت في السنوات القليلة الماضية، لم تدرك الولايات المتحدة بعد حقيقة أنه لا يوجد فائز في حرب تجارية. والتجارة هي شكل من أشكال “التبادل” تستفيد منه الأطراف المشاركة. فالحرب، وحتى الحرب التجارية، هي صراع يعاني منه المتحاربون.
وتُعتبر السياسات التجارية التمييزية للولايات المتحدة واستخدام التجارة كسلاح، وبشكل خاص في وقت يواجه فيه العالم تباطؤاً اقتصادياً بسبب جائحة كوفيد-19وارتفاع التضخم، شرّاً خالصاً. فلا يمكن أن يؤدي اتخاذها لقراراتها، وفقاً لمصلحتها الذاتية فقط، إلى حل أمثل حتى لنفسها، فلا بد أن يعود الشر عليها أيضاً.