الثورة _عبير علي
سورية مهد الحضارات ومنبع الثقافات، منها انطلقت النوطة الموسيقية الأولى للعالم، وفيها تم تصنيع الآلات الموسيقية، ومن بينها الأعواد الدمشقية، الآلة التي شدد شيخ كار العود بشار جودت حلبي في حديثه لصحيفة الثورة على أهميتها عالمياً مما أدى إلى إدراجها ضمن منهاج المعاهد الأوروبية للآلات الشرقية، يقول:»يتميز العود الدمشقي بصناعته ودقته، وشكله وقياسه المميز وسلاسة عزفه وصوته الطربي الحنون، بالتوازن بين أصوات الأوتار في القرار والجواب، وهي ميّزة غير موجودة في غيره من الأعواد».
وخصّ «حلبي» بالذكر العود الدمشقي التراثي لعائلة النحات، بدءاً من «عبدو جرجي النحات» الذي أسس عام 1880 أول ورشة لصناعة العود الدمشقي، وقبله كان هناك صانع اسمه «يوسف نحات» له أعواد مهمة جداً لكن قبل عام 1878 لآخرعود معروف له، لم يكن معتاداً على تسجيل اسم وتاريخ الصانع داخل العود، وتابع قائلاً: «بمعاصرة حياة والدي «محمد جودت حلبي» في صناعة العود وصيانته تعرّفت على طريقة ومراحل صناعة العود الدمشقي التراثي يدوياً، بالغراء الأحمر بلدي الصنع وتستخدم في صناعته أخشاب السرو والصنوبر والكينا والجوز والمشمش»، واختتم قائلاً: بهذه الخبرة عملت على إحياء واسترجاع صناعة العود التراثي، بالطريقة القديمة نفسها، كما حافظت على طبيعة صوت العود الطربي القديم، الصوت الذي يميزه بين الأعواد في البلاد العربية والأجنبية كلها.
التالي