الثـــــورة:
أسدل الستار عن وجه أول مومياء مصرية قديمة حامل في العالم بواسطة علماء الطب الشرعي، والذين رجحوا أن يكون عمر المومياء 2000 عام والتي ماتت خلال الأسبوع الـ28 من حملها، وقد أطلق عليها العلماء البولنديين اسم “السيدة الغامضة”، وتبين من خلال الأبحاث أن عمرها كان ما بين الـ20 والـ30 عاما، واستعان الخبراء خلال عمليات البحث ببقايا جمجمتها لتصوير الشكل النهائي الذي كانت تبدو عليه المومياء في القرن الأول قبل الميلاد.
حيث اعتمد علماء الطب الشرعي على عظام الجمجمة لإعادة هيكلة صورة مقاربة للوجه الحقيقي للمومياء، فان عظام الجمجمة تتيح للعلماء معرفة الكثير من المعلومات حول وجه الفرد، كونها تساعد في ظهور مجموعة من الأشكال والنسب في الوجه النهائي.
الوجه الذي يغطي الهيكل العظمي يتبع قواعد تشريحية مختلفة، وبالتالي يمكن تطبيق إجراءات معيارية لإعادة بنائه مثل شكل الأنف”، والجدير بالذكر أنه تم التنقيب عن “السيدة الغامضة” في المقابر الملكية في طيبة، تحديدا صعيد مصر، في أوائل القرن الـ19 وتعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، ووفقا للعلماء فإنه الوقت الذي كانت فيه كليوباترا ملكة.
تم اكتشاف المومياء في عام 2016 على أنها امرأة محنطة، حيث رصد العلماء حالتها وهي ملفوفة بالكامل بعناية باستخدام الأقمشة وتركت مع مجموعة غنية من التمائم لرؤيتها في الحياة الآخرة،
الأمر الذي دفع العلماء في جامعة “وارسو” لبناء صورة نهائية للمومياء هو اعتقادهم بأنها أول امرأة مصرية قديمة حامل محنطة وفي بطنها جنين، لذا أراد أثنان من المتخصصين في الطب الشرعي، بمشاركة باحثين من جامعة وارسو، “إعادة إضفاء الطابع الإنساني” على المومياء باستخدام تقنيات ثنائية وثلاثية الأبعاد لإعادة بناء وجهها.
” إن المومياوات المصرية القديمة تثير الفضول، وجاءت فكرة بث الروح مجازيا لها تلبية لرغباتها قديما في عدم إخفاء هويتهم أو نسيانهم”،
وفقا لأبحاث العلماء فقد اتضح أن مكان الجنين الذي سكن في الجزء السفلي من الحوض السفلي وجزئيًا في الجزء السفلي من الحوض الأكبر وتم تحنيطه مع والدته، وكان عمر الجنين ما بين الأسبوعين الـ26 والـ30، وبلغ حجم رأسه 9.8 بوصات، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من معرفة سبب عدم استخراج الجنين وتحنيطه من تلقاء نفسه.
رغم وجود جدال قائم بين العلماء والباحثين حول وجود الجنين كاملا من عدمه، إلا أن المفاجأة وقعت عندما أعلن الباحثون أن المومياء المصرية لم تمت بسبب الحمل أو أثناء الولادة، وإنما بسبب إصابتها بنوع نادر من السرطانات وهو سرطان البلعوم، وذلك عقب اكتشافهم علامات غير عادية في العظام تشير إلى السرطان عند إجراء مسح لعظام الجمجمة.