زراعة الحمضيات في اللاذقية بين التراجع والأسعار غير المناسبة.. 640 ألف طن الإنتاج المتوقع.. و450 حاجة الاستهلاك المحلي

اللاذقية -نعمان برهوم – سنان سوادي:
تبلغ تقديرات إنتاج الحمضيات باللاذقية هذا الموسم حوالي 640 ألف طن منها 450 ألف طن حاجة الاستهلاك المحلي و 150 ألف طن متاحة للتصدير.
و لضمان نجاح عملية تسويق محصول الحمضيات لهذا العام.. سبق أن ترأس رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس اجتماعاً في محافظة اللاذقية بهدف مناقشة الإجراءات المطلوبة لتحسين الواقع الإنتاجي والتسويقي لمحصولي الحمضيات والزيتون وحاجة الاستهلاك المحلي والمتاح للتصدير.
و أكد أن موسم الحمضيات سيكون أكثر تنظيماً هذا العام.
الحكومة تتابع
و تنفيذاً للإجراءات التي اتخذت خلال الاجتماع الآنف الذكر ترأس وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عمرو سالم ومحافظ اللاذقية المهندس عامر هلال مؤخراً اجتماع عمل في المحافظة ضم الجهات المعنية بتوفير مستلزمات وتسويق الحمضيات ، وخطّة العمل المتبعة، والإجراءات التنفيذية للبدء باستجرار المادة من المزارعين مباشرة ودعم تسويقها اعتباراً من منتصف الشهر الجاري وخلال فترة الذروة.
وفي اجتماع مديري الجهات العامة المعنية واتحاد الفلاحين وممثل عن تجار سوق الهال أكد الوزير سالم أن الحكومة ملتزمة بتقديم كلّ ما يتعلق بالتسهيلات التي اعتمدتها لتسويق الحمضيات وتطبيقها على أرض الواقع بالتعاون مع كلّ الجهات ذات الصلة خدمة لمصالح المزارعين.
ولفت سالم إلى أن الوزارة نجحت مؤخراً بإدخال خمسين سيارة شاحنة بالخدمة بعد إجراء الصيانة عليها والتي يمكن استثمار بعضها في عملية التسويق إلى جانب الاستعانة بآليات من الشركات الإنشائية حيث سيتم انتقاء المناسب منها في عملية التسويق ونقل الحمضيات إلى جميع مناطق الاستهلاك وتسهيلها النقل إلى خارج سورية.
وبين أن كلّ صالة تابعة للمؤسسة السورية للتجارة قادرة على بيع الخضار سيتم بيع مادة الحمضيات فيها إلى جانب التدخل في أسواق الهال لمساعدة المزارعين في تسويق منتجاتهم.
كماأن كلّ صالة تابعة للمؤسسة السورية للتجارة قادرة على بيع الخضار سيتم بيع مادة الحمضيات فيها إلى جانب التدخل في أسواق الهال لمساعدة المزارعين في تسويق منتجاتهم.
و أكد أن الوزارة لا تقبل بأن تكون نسبة ربح تاجر الحمضيات عالية بينما الفلاح يتعرض بالمقابل للخسارة.
الأسعار
وأوضح أن الوزارة وضعت سعراً تأشيرياً لاستجرار مادة الحمضيات من المزارعين وسيتم رفع السعر وفق متطلبات السوق مع توفير العبوات و النقل على المزارعين الأمر الذي يسهم في تخفيف الكلف.
وقال : سيكون لنا جهود مكثفة من بداية موسم التسويق وخلال فترة الذروة لتأمين إجراءات تسويقية عادلة.
بدوره أكد محافظ اللاذقية أن المحافظة ستتابع بشكّل يومي إجراءات التسويق وتأمين الدعم الكامل لعمل المؤسسة السورية للتجارة ومتطلبات سوق الهال والمصدرين لاستجرار المادة وتنسيق كلّ الجهود التي تصبّ في تنفيذ الجهود الحكومية الرامية لدعم المزارعين بشكّل مباشر .
كما تمّ التعرض للدور المنوط بالمؤسسة السورية للتجارة ومتطلبات التجار في سوق الهال والمصدرين والتسهيلات وتكاليف الإنتاج بالنسبة للفلاحين .
بدوره أكد مدير فرع المؤسسة السورية للتجارة باللاذقية المهندس سامي هليل على دور المؤسسة في تحسين الأسعار لمصلحة الفلاحين مع كلّ تدخل لها في السوق .
وتمّ التاكيد على ضرورة لحظ الخطّة المستقبلية للمؤسسة ايجاد مركز فرز وتوضيب في منطقة جبلة ،في ضوء كميات الإنتاج المتوفرة فيها ودعماً للفلاحين.


تراجع الإنتاج
و من خلال الإنتاج المتوقع لهذا الموسم يلاحظ وجود تراجع مستمر في إنتاج الحمضيات.
فقد سبق و أن كشفت مصادر في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي عن انخفاض طرأ على إنتاج الحمضيات عام 2020، بمعدل 300 ألف طن حيث قدّر الإنتاج بنحو 800 ألف طن مقارنة مع أكثر من 1.1 مليون طن خلال الأعوام القليلة الماضية، أي بنسبة انخفاض وصلت إلى 25 ٪.
و يلاحظ أن نسبة التراجع في الإنتاج تواصل انخفاضها بشكّل تدريجي في كلّ عام !!.
حيث تجاوزت هذا العام نسبة 40٪ مقارنة بالإنتاج الذي تجاوز المليون طن منذ سنوات.
الأسباب وفقاً للمزارعين
وعن الأسباب الموضوعية التي أدّت إلى تراجع إنتاج الحمضيات كشف عدداً من المزارعين لصحيفة الثورة أن ذلك الأمر يعود لجملة من الأسباب أهمها ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير قياساً بأسعار مبيعها.
حيث تمّ رفع أسعار الأسمدة الكيماوية بشكّل كبير جداً بحيث أصبحت عملية تسميد أشجار الحمضيات غير ممكنة ما أدى إلى تراجع المردودية وارتفاع أسعار المبيدات و الأدوية بشكّل غير مسبوق.
يضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار المحروقات التي نضطر إلى تأمينها من السوق السوداء ما يؤدي إلى زيادة تكاليف الري والنقل والفلاحة.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى أسعار العبوات البلاستيكية لزوم المحصول و ارتفاع أجور اليد العاملة في القطاف.
ترافق ذلك مع تعثّر عملية تسويق الحمضيات لسنوات عديدة حيث باتت عملية التسويق مشكلة حقيقية جعلت العديد من المزارعين يخرجون من العملية الإنتاجية و الذهاب إلى قلع أشجارهم و التوجه الى زراعات بديلة أو عدم ممارسة النشاط الزراعي.
نحن بدورنا في صحيفة الثورة نؤكد على أهمية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لهذا الموسم و نأمل أن تنجح بالشكل المطلوب لأن نجاحها قد يعيد الأمل في تطوّر هذه الزراعة و أن يعود إنتاجها إلى ما كان عليه في السابق حيث كانت سورية تحتل المركز الثالث عربياً في إنتاج الحمضيات.
زراعة الحمضيات تعتبر من أهم المحاصيل في الساحل و يعتاش منها عدد كبيرمن الأسر التي تعتبر وارد هذه الزراعة مصدر دخلهم الوحيد.
و أخيراً و قبل أن يصار الى تحديد أسعارها بشكل عام. لا بدّ من الوقوف على التكاليف الحقيقية للمحصول و إلا سنرى تراجعاً جديداً في أرقام الإنتاج و خروجاً جديداً لمساحات أخرى من هذه الزراعة الهامة.

آخر الأخبار
شويتزا تجدد التأكيد على مواصلة الدعم الأوروبي لسوريا..  الشيباني: منفتحون على الحوار والاستثمار   محروقات طرطوس تكثف مراقبتها وتسجل مخالفات بحق محطات     مرسوم رئاسي بتعيين عبد الرزاق مصطفى كعدي رئيساً لمجلس الدولة  الشيباني يبحث مع ممثلة "الأغذية العالمي" تعزيز التعاون..ويلتقي وفدا صربيا   ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر ؟  خبير مصرفي لـ"الثورة": إجراء عمليات مالية دولية    الشرع يجتمع بقيادات وزارة الدفاع ويزودهم بتوجيهاته  منعاً لاستغلال العيد..وزير الاقتصاد يوجه بتشديد الرقابة على الأسواق   الشرع يلتقي غروسي.. وتوقيع مذكرة تعاون مع الوكالة الذرية  دعدوش: إعادة تقييم واقع المعامل السورية ضرورة للنهوض بالقطاع الصناعي  قداح يتبرع بـ 100 جهاز لغسيل الكلى للمستشفيات العامة  خطاب: الأجهزة الأمنية ستكون خاضعة للرقابة والتفتيش والمحاسبة  "أطباء بلا حدود": مرافق صحية في حمص ودرعا مهددة بالإغلاق لنقص التمويل  توثيق الملكيات العقارية... الملاذ الآمن   قيراطة لـ"الثورة": تصوير جميع السجلات اليومية مع ختمها... سهل الغاب.. خزان سوريا الغذائي تحديات كبيرة تواجه زراعته.. وسكانه يتضورون جوعاً سلل غذائية لمرضى السرطان في ريف سلحب تأهيل شوارع الأسواق التجارية في مدينة درعا 11 مدرسة مدمرة بالكامل و500 بحاجة لترميم 18 تعدياً على خطوط الشرب في الغارية الشرقية الأيتام والعيد .. فرحة ناقصة تنتظر من يُكملها "Microsoft Bing" تحصل على مُولّد فيديو بالذكاء الاصطناعي مجاني يعمل بنظام "Sora"