ماذا لو توقفَتْ إبر الكتابة؟

هفاف ميهوب
قبل أن نحاورها حاورتنا، وهي تستدعي ذاكرة، سعت ما أمكنها ومن دون جدوى، لإسقاط اصفرار صورها.. قالت قبل أن تجوب عوالم قصائدها الكاشفة، وعن قبل وما بعد، ما عاشته من الفقدِ والعاصفة:
«طوال سنيني، وأنا أحاول أن أبقي على روح تلك الطفلة الصغيرة، وببساطة الفطرة التي أنجبتها، ساقية للبراءة وسط عالمٍ يملؤه الذعر،وتغمره البشاعة.
موتٌ سريري يسلبك ارتشاف نظرة القلب لحقيقة الجمال، ويقودك بعمى المصاب بالخيبات، إلى بؤرة التوحّد التي تجعلنا نموت دفعة واحدة.
هنا تسقط السكين من يد الحياة التي ذبحت نقاءك مراراً، بعبثية وأد الحلم الذي انطفأ، فلا تعود منافساً لجذوة اتّقادها، بما تحمله من وداعة الفكر.
مهزوماً تذوي ككائنٍ رمادي، أعلنت النار سرّ انطفائه، بعد أن لقنته جميع فصول الحرائق».
هذا ما بدأت به الشاعرة صفاء علي محمد التي أجابت ولدى سؤالنا لها: كلماتك حارقة.. ماسبب اشتعالها، وأي مداد ذاك الذي يجسّدها قصيدة، هي ذاتٌ مختزلة لكنها تأخذ حقّها وتعبّر»؟!. أجابت:
«أشعلْ ألمك
حتى ينضجُ الصراخ
واترك لأصابعكَ حريّة البكاء
بجرحٍ ثابتْ
فالكتابة رقصنا على جمرِ الصّمت
حفاةٌ.. عراة..
أجابت بذلك وهي ترنو إلى الغياب.. تصرخ بمقدار وجعه فيها، ومن ثمّ تتنهّد بصوتٍ يدوّي في المدى، مستدعياً الشوق.. ذاك الذي لفحها بنسائم حارقة، سرت في كلماتها:
«كالرتقِ في الثوب
أو كالندبةِ في العين
يظلُّ صوتُ الغياب.. واضحاً»..
تصمت قليلاً ومن ثم تكتب في الهواء قصيدتها… نطالبها بالتوقف عن إيلام الشعّر، فتذرف حمى المحاولة، من مفرداتٍ يجيب وجعها:
«ماذا لو توقفتْ إبر الكتابة
من سيخيط بعدي
جراح القصيدة؟!..»..
نسعى ما أمكننا لرتقِ هذه الجراح معها، ولجعل القصيدة تفرح ولو قليلاً.. نستدعي لها الحب، ترنو إليه فيخفق فؤاد الهوى، فتقول أخيراً:
«لا شيء يمكنه تحريرك، مالم تفتح قلبك بصيص نورٍ لتجد ذاتك المُعتمة.. وحده الحبّ مفاتيح روحك المنهكة من التخبّط بجدران العدم.. وحده يحاول رفعك فوق سقف احتمالاتك، لتصير أناك المؤجنحة، حقيقة ممطرة لانفعالات الروح.

آخر الأخبار
محروقات طرطوس تكثف مراقبتها وتسجل مخالفات بحق محطات     مرسوم رئاسي بتعيين عبد الرزاق مصطفى كعدي رئيساً لمجلس الدولة  الشيباني يبحث مع ممثلة "الأغذية العالمي" تعزيز التعاون..ويلتقي وفدا صربيا   ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر ؟  خبير مصرفي لـ"الثورة": إجراء عمليات مالية دولية    الشرع يجتمع بقيادات وزارة الدفاع ويزودهم بتوجيهاته  منعاً لاستغلال العيد..وزير الاقتصاد يوجه بتشديد الرقابة على الأسواق   الشرع يلتقي غروسي.. وتوقيع مذكرة تعاون مع الوكالة الذرية  دعدوش: إعادة تقييم واقع المعامل السورية ضرورة للنهوض بالقطاع الصناعي  قداح يتبرع بـ 100 جهاز لغسيل الكلى للمستشفيات العامة  خطاب: الأجهزة الأمنية ستكون خاضعة للرقابة والتفتيش والمحاسبة  "أطباء بلا حدود": مرافق صحية في حمص ودرعا مهددة بالإغلاق لنقص التمويل  توثيق الملكيات العقارية... الملاذ الآمن   قيراطة لـ"الثورة": تصوير جميع السجلات اليومية مع ختمها... سهل الغاب.. خزان سوريا الغذائي تحديات كبيرة تواجه زراعته.. وسكانه يتضورون جوعاً سلل غذائية لمرضى السرطان في ريف سلحب تأهيل شوارع الأسواق التجارية في مدينة درعا 11 مدرسة مدمرة بالكامل و500 بحاجة لترميم 18 تعدياً على خطوط الشرب في الغارية الشرقية الأيتام والعيد .. فرحة ناقصة تنتظر من يُكملها "Microsoft Bing" تحصل على مُولّد فيديو بالذكاء الاصطناعي مجاني يعمل بنظام "Sora" علوان لـ"الثورة": فتح معبر العريضة جزء من الاستقرار الأمني والاقتصادي