بعد فوز «الناس إللي فوق» بجائزة (التانيت) الذّهبي في قرطاج.. المخرج فراس محمد: ما أردت التعبير عنه وصل
الثورة – لميس علي:
(عين سينمائية ذكية) كانت أولى العبارات التي خطرت لي لحظة انتهائي من مشاهدة الفيلم الوثائقي «الناس إللي فوق» للمخرج فراس محمد، حين عُرض، عرض أول، ضمن نشاط (بيت السينما، كندي دمشق).
لمحات ذكاء عدسة (محمد) تبدأ بالعنوان ولا تنتهي بتلك المقاربات أو المفارقات التي استطاع الإيحاء بها.
كيف انتشل أناس القاع وجعلهم بصيغته البصرية أبطالاً من نوع خاص.. ولاسيما تلك الفتاة الراقصة التي بدت بطلة تمثيل حقيقية.. للحظات عديدة اعتقدتُ أنها ممثلة محترفة.. إنها تلك التي تحترف العيش وفق مقياسها الخاص ووفق إيقاع فرضته هي ولم تدع الظروف تفرضه عليها.
باختصار.. هي نموذج من شخصيات (محمد) التي تعلق في ذهنك.. والأجمل أن «العفوية» كانت أكثر ما يشدّك لشخصياته.. لهؤلاء الناس.. وكأنهم عُجنوا، حقيقةً، بملامح بطولة جعلوها يومية ولحظية.. بطولاتهم منحوتة بنبض (الآن وهنا).
مخرج (الناس إللي فوق) هو الناقد والمخرج السينمائي فراس محمد.
أستاذ في الجامعة العربية الدولية – قسم الإخراج السينمائي.
ومنظم لفعالية بيت السينما في دمشق.
في رصيده السينمائي ثلاثة أفلام هي: (تأويل، الحرامي، الدائرة السحرية)، وفيلمان وثائقيان هما: (سبعة أيام، والناس إللي فوق).
وبمناسبة فوز فيلمه (الناس إللي فوق) بالتانيت الذهبي، كان لنا معه اللقاء التالي:
-حدثنا عن إحساسك بفوز فيلمك «الناس إللي فوق» بجائزة التانيت.. وهل كنت تتوقع هكذا نجاح للعمل..؟
الإحساس بالتقدير بالعموم هو شعور مُرضٍ، وخصوصاً إن كان من جهة لها معاييرها العالية على الصعيد الفني، هذا التقدير قادر على منح صانع العمل ليس فقط الشعور بالرضا، بل إن فلمه قُرئ بطريقة صحيحة وما أراد التعبير عنه قد وصل، ووصل بطريقته الخاصة وأسلوبيته الفنية الخاصة، وهذا ما جعل حصول (الناس اللي فوق) على التانيت الذهبي مفرحاً ومُرضياً لأبعد الحدود.
للأمانة كنت أتوقع تكريمه لأني مؤمن بوصوله للناس ولكن لم أكن متوقعاً للجائزة.
-كيف خطرت لك فكرة العمل.. وما المقولة الأساسية التي أردت إيصالها للمتلقي..؟
هي ليست فكرة وخطرت لي، عالم الليل مُغرٍ بالنسبة لي ورصده يصنع مادة وثائقية غنية، كانت هاجساً أكثر منها فكرة وأردت تنفيذها، لا أفضل أن يكون لفيلمي مقولة، كما هو واضح من الفيلم هو محاولة لالتقاط الحياة بحقيقتها ونبضها وشخوصها.
-هل لديك خطط لإخراج أفلام وثائقية مقبلة.. ولماذا يجذبك هذا النوع من الأفلام..؟
لا خطط حالية، ولكن فرصة العمل على وثائقي دوماً مغرية بالنسبة لي، وقد يكون أيضاً عن ليل دمشق.
-حسب معلوماتي، أنت مهندس.. فما الذي جعلك تتجه للسينما..
لمَ هذا الفن تحديداً.. وما الذي تمنحك إياه السينما..؟
لم يكن هناك تعارض بين الهندسة والسينما خصوصاً خلال فترة الدراسة، علاقتي بالسينما بدأت «سينيفيلية» وما زالت، لكن السينما قادرة على ترطيب جفاف المواد العلمية لذلك كانت مهرباً أو متنفساً إلى أن احتلت المساحة كاملة.
-ما جديدك السينمائي..؟؟
حالياً أنا في المراحل الأخيرة من العمليات الفنية على فيلم بعنوان (خردة) إنتاج المؤسسة العامة للسينما.