أميركا تخادع وأوروبا تناور

الدعوات الأميركية والأوروبية الأخيرة بشأن ضرورة البدء بإجراء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، تشير بشكل عام إلى أن المزاج الغربي يميل نحو إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا، وربما بدأت الدول الغربية تشعر بارتدادات الصدمة الناتجة عن تداعيات تلك الحرب، سواءً على الصعيد الأمني، أم على الصعيد الاقتصادي، الأمر الذي جعل الشارع الأوروبي يتململ، ويتجه نحو تصعيد احتجاجاته ضد سياسة حكوماته، بسبب انخراطها في هذه الحرب، عبر ضخ الأسلحة والأموال للنظام النازي في أوكرانيا.

الإعلام الأميركي يتحدث أن خارجية إدارة بايدن تحضر الأرضية لمفاوضات محتملة بين روسيا وأوكرانيا، فيما تتكرر الدعوات الأوروبية – وآخرها الفرنسية والنمساوية والألمانية- لضرورة تكثيف المساعي الدبلوماسية وضمان جلوس جميع الأطراف حول طاولة المفاوضات، ولكن هذه الدعوات لا تقترن بإجراءات ملموسة على أرض الواقع، وإنما يصاحبها سيل من التهديدات ضد موسكو، وتسبقها سلسلة من الشروط التعجيزية لا تراعي متطلبات الأمن القومي لروسيا، ولا تراعي أيضاً المتغيرات الحاصلة على الأرض، ويسعى الغرب أيضاً لتحميل روسيا المسؤولية الكاملة عن نشوب الحرب، ويتجاهل أنه المسبب الرئيس لها، مايعني في النهاية أن الدعوات الأميركية والأوروبية للحوار، هي مجرد فقاعات للاستهلاك الإعلامي فقط، وهذا ما سبق وعبرت عنه موسكو بكل وضوح.

واشنطن تدّعي أن موقفها يتمثل في أن “أوكرانيا هي التي تحدد شروط المفاوضات”، وأنها لن تناقش الشأن الأوكراني بدون مشاركة كييف في ذلك، ولكن الشروط التي طرحها رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في خطابه عبر الإنترنت أمام قمة مجموعة العشرين في أندونيسيا، هي شروط أميركية بحتة، لا تراعي المصلحة الروسية، وهذه الشروط تعكس أمراً واحداً، هو أن ما عجزت الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيون في الحصول عليه من خلال الحرب، تريد تحقيقه عبر المفاوضات، علماً أن واشنطن كانت قد عطلت المفاوضات السابقة بين موسكو وكييف، التي جرت بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، وكانت تلك المفاوضات قد وصلت لمراحل متقدمة، ولكن نتائجها لم ترق للولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين حينذاك.

الغرب الجماعي أعلن مراراً أنه يسعى لهزيمة روسيا في هذه الحرب، وغلب الحل العسكري على مبدأ الحوار والتفاوض، وهو حتى الآن يركب رأسه بإصراره على هزيمة روسيا، ولا يمكن تفسير دعواته للحوار والتفاوض اليوم سوى من باب الخداع والمناورة، حيث إن الشتاء على أبواب أوروبا، والقارة العجوز أكثر حاجة للطاقة الروسية من أي وقت مضى.

آخر الأخبار
تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان الشرع يبلغ بوتين أنه سيحترم كل الاتفاقات السابقة مع موسكو  العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين الانتهاكات الإسرائيلية ترهق المدنيين السوريين في حياتهم اليومية "الصليب الأحمر": تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين  زيارة الشرع.. خطوة استراتيجية لضبط العلاقة مع موسكو