الثورة – فؤاد مسعد
يغامر القطاع الخاص بين وقت وآخر بخوض تجربة الإنتاج السينمائي، ولكن لا يلبث أن يُفرمل حركته لتصاب العملية بالشلل مجدداً إلى حين يأتي من يحاول تحريك المياه مرة أخرى في تجربة غالباً لا تتكرر، ومع كل فيلم يخرج إلى النور تبزغ بادرة أمل بمرحلة جديد قد تتوالد بعدها تجارب أخرى، ولكن لا تلبث الأحلام أن تتحطم على صخرة الواقع.
المفارقة أنّ العديد من المنتجين يعربون عن رغبتهم في خوض غمار الإنتاج السينمائي إلا أن تصريحاتهم تبقى غيوماً لا تُمطر، الأمر الذي يُترجم على أرض الواقع غياباً للقطاع الخاص عن مشهد الإنتاج السينمائي بشكل شبه تام باستثناء محاولات فردية، بعضها يأتي من خلال جهود شبابية وإمكانات مادية متواضعة، غالباً ما تثمر أفلاماً روائية قصيرة أو وثائقية قصيرة، ولعلّ أقرب الأمثلة على الأفلام القصيرة «الناس اللي فوق» إخراج فراس محمد الذي حصد مؤخراً في الدورة الثالثة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية جائزة التانيت الذهبي للفيلم الوثائقي القصير، مما يشي بمبدعين ينتظرون الفرصة الإنتاجية لبث مكنوناتهم في أعمال إبداعية تحمل بصماتهم الخاصة.
وبعض التجارب تأتي على شكل أفلام روائية طويلة كحال ما قُدم في النصف الثاني من القرن الماضي، والذي غلب عليه الطابع التجاري إلا القليل منه، وقُدِمت في القرن 21 عدة تجارب حققت حضوراً طيباً وحصد بعضها جوائز، منها: «الآباء الصغار» إخراج دريد لحام، «سلينا» إخراج حاتم علي، «دمشق مع حبي» للمخرج محمد عبد العزيز، «مطر أيلول» إخراج عبد اللطيف عبد الحميد، إضافة إلى العديد من الأمثلة، أحدثها فيلم (كازي روز) إخراج وائل رمضان .
مما لاشكّ فيه أن الأمر بحاجة أولاً وقبل كل شيء إلى مبدع لديه مشروع سينمائي حقيقي يعمل على تحقيقه ويسعى لإيجاد التمويل اللازم له، ولكن هذا الطموح عادة ما يصطدم بالجمود الذي أصاب عجلة الإنتاج في القطاع الخاص والصدأ الذي تراكم على مفاصلها بفعل تراكم السنين، مما يثير مجموعة من التساؤلات : هل يعتبر المنتج اليوم أن إنجاز فيلم سينمائي بين الحين والآخر ترفٌ غير مُبرر؟، وهل وجد من خاض التجربة ولم يكررها أن دخول معتركها كان خسارة بخسارة ؟ هل لدى القطاع الخاص النية ليأخذ مكانه الطبيعي في عملية الإنتاج السينمائي أم إن ما تحقق من طفرات لا يعدو كونه مغامرة جاءت من باب المجاملة ؟.
الحراك السينمائي في سورية يستوجب بالضرورة دخول القطاع الخاص في مجال الإنتاج، لأن مهمات من نوع إحداث نهضة سينمائية، رفع الذائقة الجمالية والسينمائية من خلال ما يُنتج محلياً، دفع الفيلم السينمائي السوري ليحتل مكانة متقدمة، إنجاز أفلام جماهيرية ذات سوية جيدة.. كلها مهمات ينبغي أن تتضافر الجهود بين القطاع العام «المتمثل بالمؤسسة العامة للسينما» والقطاع الخاص لتحقيقها، فالعمل كثير ومن وضع يده على المحراث ينبغي أن ينظر نحو المستقبل الذي نصبو إليه على الصعيد السينمائي.
مفاجأة «النمر الأسود»
فاجأ الجزء الثاني من «النمر الأسود ـ Black Panther» الجميع لسيطرته على شباك التذاكر منذ انطلاق عرضه، ففي يوم الافتتاح كسب 84 مليون دولار متفوقاً بذلك على الجزء الأول منه، والفيلم من إخراج ريان كوجلير.
مهرجانات
قرطاج كل عامين
عوضاً من موعده السنوي أعلنت وزيرة الثقافة التونسية قرار تنظيم مهرجان أيام قرطاج السينمائي مرة كل سنتين، ويعد المهرجان من أهم وأقدم المهرجانات في الوطن العربي، حيث تأسس عام 1961 .
كلكامش
يستقبل الأفلام
أعلن منظمو الدورة الثانية من مهرجان كلكامش السينمائي الدولي الذي يقام في بغداد أن آخر موعد لاستلام الأفلام هو الأول
من الشهر القادم، شرط أن يتناول موضوع الفيلم قضايا المرأة، وألا يتعدى زمنه 10 دقائق.
الثّالث مع دريد لحام
فيلمه الروائي الثالث الذي يجمعه مع الفنان دريد لحام يُطبخ على نار هادئة، ويُفضل عدم الافصاح عنه حالياً، إنه المخرج باسل الخطيب الذي اجتمع مع لحام أولاً في فيلم «دمشق حلب» وتبعه فيلم «الحكيم» الذي لم يعرض جماهيرياً بعد، وانتهى مؤخراً من تصوير الفيلم الثالث الذي يجمعهما معاً دون ذكر تفاصيل عنه، والأفلام الثلاثة من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
واكتفى الخطيب بالإشارة عبر تصريحات اعلامية إلى أن قصة الفيلم كانت لدى الفنان دريد لحام، وكتب السيناريو تليد الخطيب، مؤكداً أنه سيكون فيلماً مختلفاً عن الفيلمين السابقين وجديداً على صعيد المضمون والفكرة.