الثورة – غصون سليمان:
يأخذ علم الاجتماع الإعلامي أبعاداً شتى في عملية الاتصال فهو قبل كل شيء عملية نفسية اجتماعية ضرورية للإنسان إذ يعنى بدراسة تبادل المعاني بين الأفراد في المجتمع عبر نظام مشترك من الرموز، وبالتالي كل ميدان أكاديمي له علاقة بدراسة الإنسان، والسلوك الإنساني والذي لا بد أن تكون له علاقة على نحو ما بالاتصال.
وفي هذا السياق ترى الدكتورة أمل حمدي دكاك من قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق بأن الميادين التي تبحث عن ظواهر الاتصال هي ميادين متعددة، منها علم النفس والاجتماع، والسياسة والاقتصاد واللغويات والتربية والرياضيات الهندسة وغيرها، لافتة إلى أنه مع تقدم وسائل الاتصال الجماهيري وظهور عدد من العلماء الذين أبدوا اهتماماً بالكشف عن ظواهر الاتصال أدى أخيراً إلى أن يستقل هذا الميدان عن المبادئ الأخرى المختلفة وأخذت الجامعات تدرسه تحت أسماء عديدة، كالاتصال الجماهيري، الصحافة، الإعلام وغيرها.
وبينت الدكتورة دكاك أن مصطلح الاتصال غدا في الوقت الحاضر صاحب الحظوة والمكان الأول في البحوث التي تتناول الإعلام، ونقل المعلومات بين المرسل والمتلقي، ولاسيما حين يكون الجمهور المستقبل جمهوراً واسعاً، والإعلام أو الاتصال فعالية ملازمة لوجود الإنسان، بمعنى الإعلام عامل مهم في التكامل الاجتماعي، فلا يمكن أن يستمر المجتمع ويتطور بالاتصال وحده مع أنه نشأ أصلاً (المجتمع) على الاتصال.
وأوضحت دكاك أن الوضع الاتصالي يتطلب استخدام الرموز بطريقة معينة لأن استعمال المعاني بنجاح لتحقيق التفاعل المتوقع، يستدعي استشارة خبرات ومعارف مشتركة، كما يتطلب فهماً للأوضاع الاجتماعية والنفسية المختلفة من أجل تلبية الحاجات الإنسانية، مؤكدة أن استعمال الاتصال، يعكس واقع الحال لأن حياتنا المعاصرة تقوم على الاتصال وليس التواصل، وكذلك الحال مع وسائل التواصل الجماهيري التي تغرقنا بفيض من المعلومات وكأنما نحن أجهزة استقبال نكون على اتصال مع العالم ولكن من طرف واحد، ودورنا حسب رأي الدكتورة دكاك هو تلقي ذاك الفيض من المعلومات التي تبثها وتنشرها تلك الوسائل، إلا أنه لا ينفي حدوث الاستجابة ورد الفعل، فيتحول الاتصال إلى عملية تواصل فيها تفاعل ومشاركة، إلى جانب أنه أصبح مفهوماً واضحاً وبارزاً في تراث العلوم الاجتماعية.