أنا سعيد؟

لن أشغل بالي كثيراً عن بحث لتعريف السعادة، فهي المصطلح الأكثر غموضاً في تاريخ البشرية ومع أنها يجب أن تكون الأكثر وضوحاً وربما هي كذلك، فلكل منا سعادته التي يشعر بها، وقد تتغير من يوم لآخر، أو من مرحلة عمرية لأخرى، ولكن حسب الانتماء الطبقي ثمة ما يمكن الركون إليه من باب الطرافة، إذ يقولون : إن الله إذا أراد إسعاد الفقير يضيّع حماره، ومن ثم يجده، ومن باب الطرافة أيضاً تروي عمتي الراحلة – رحمها الله – أنها كانت في صباها تحضر الحطب من الوادي، وذات يوم أضاعت ( الكاسوحة ) فنذرت ملء الساقية ذهباً، إذا وجدتها..

سعادتها أن تجد (الكاسوحة ) التي لا تساوي شيئاً، فكان النذر ملء الساقية ذهباً، وهي لا تملك منه شيئاً…

وبكل الأحوال في البحث عن تعاريف السعادة وجدت أكثر من تعريف ولكن أقتطف هذين التعريفين..

يقول الأول: (حالة ارْتياح تامّ وشُعور داخليّ عميق بالرِّضَى والقَناعة والسُّرور والاِنْبِساط، وقيل هي طِيْب النَّفس وصلاح الحال، ضدّ الشَّقاوَة).

أما الثاني فيرى أنها ( هَناء تامّ ينعم به المختارون في السَّماء) سأترك هذه الفلسفات الأرضية والغيبية، بغض النظر عما فيها، وبعيداً عن التفسيرات الكثيرة، ببساطة سأقدم لكم لماذا كنت سعيداً أمس، مفردات حياة يومية ولكم أن تحكموا هل كنت سعيداً؟

بعد انتظار ساعات استطعت – أمس – أن أدفع فاتورة الهاتف التي بلغت 9600 ليرة جبرتها الموظفة إلى 9700، أعطيتها عشرة آلاف، أعادت لي مئتي ليرة، يعني ببساطة أخذت ما يقارب المئتين لجيبها، شعرت بالرضى أني قدمت فعل رشوة وأنا مكره.

والرضى الأكثر أن فاتورة الهاتف كلها ضرائب ورسوم، أعلى الرسوم لأسوأ الخدمات في النت والهاتف، عامل الإصلاح في المقسم دائماً يغلق هاتفه، ونهاية كل أسبوع يقطع هاتفي..

ولكن لا بأس، السبب الثاني أني استطعت أمس أيضاً بعد طول انتظار أن أحصل على ربطتي خبز من فرن الصباح – كفرسوسة – وكنت أكثر من مسرور لأن بائعات الخبز لايقفن على دور الانتظار، أليس في هذا احترام للمرأة وحقوقها؟

أما الفرحة العارمة التي ستبقى معي لشهور أني حين دخلت مبنى العمل كانت سيارة محملة بالمتة تبيع الزملاء علبتين لكل واحد، ومن حظي أني كنت حصلت على علبتين (20 ألف ) كل علبة ب10 آلاف.

حاولت أثناء العودة بمبيت العمل أن أبيع إحدى العلبتين للزملاء، فقط بربح مقداره (10 آلاف ) لكن لم يرض أحد منهم بذلك , هل كنت طماعاً ؟ بالتأكيد : لا، هل تشترون سلعة ما بالسعر نفسه ولو بعد ساعات؟

السورية للتجارة -مثلاً- رفعت دون مقدمات سعر البرغل من 4000إلى 5000 ليرة، وكلما عقد السيد الوزير مؤتمراً صحفياً أمسكنا قلوبنا _ وبشرنا أن القادم هو الأسوأ، وكأنه يقول : تمتعوا بالسيء فالقادم أسوأ.

ومن أسباب سعادتي الغامرة أني كمتقاعد بدأت أبيع مكتبتي التي جمعتها بالتعب والحرمان، إذ لا تأمين صحي ( مت قاعداً ) وتكتمل السعادة أني أحصل على راتب من اتحاد الصحفيين (13 ) ألف شهرياً، نعم ثلاثة عشرألف، وتكتمل سعادتي أن اتحادنا مشغول بقضايا استراتيجية عالمية، لابد من سفريات تريحهم، ولو اختلفوا حيث يسافرون في انتخاب اتحادنا ضمن، الحجة جاهزة أن التوجيه كان أن.

ومن أسباب سعادتي أيضاً واحد من ملايين السعداء – جمع سعيد -أما سعادين فهي جمع سعدان…هل أكمل أم؟

لا أجد ضرورة فكلنا سعداء – هذا عن سعادة أمس- أما اليوم فله شأن آخر أخبركم به إذا نجت هذه الزاوية…

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً