كثيرون من ينعون وينتقدون ثقافتنا من الأدباء والكتّاب والنقّاد والمتلقين.. ونحن نحتفي بأيام الثقافة يقولون عنها أنها باتت في حالة انقراض، ولعلّ هذا الاتهام يخلق حالة حوار مفيد لثقافتنا ويفتح الأبواب على مصراعيها لتذكية جذوتها الملتهبة تحت الرماد.
الحديث في عدمية الثقافة والحكم المسبق عليها منا نحن السوريون والعرب بين موت وحياة وعدمية وغرق وتقليد وانقراض وأفول ومقارنات وغيرها من المصطلحات النقدية التي تبحث عن رضا الغرب فقط، لأن الحكم هنا نابع من الانبهار بثقافة الغرب..
الانبهار بالغرب مبرّر فقط ببلوغه ذروة نهضة علمية حكمت العالم بقواها العسكرية وبطشها ونظرتها الدونية للإنسانية جمعاء، ولم يعد مبرراً اليوم لأن أوروبا العجوز الشمطاء تحولت إلى تابع صغير للثقافة الأميركية والصهيونية العالمية التي تسيطر على كل شيء في العالم (حكومات وإعلام واقتصاد وكذب لا ينتهي…).
التردّي القيمي الذي تعيشه ثقافات الغرب وأميركا والصهيونية العالمية تجعل من ثقافتنا العربية أكثر قوة وحياة واستمرارية حيث يكفيها شرفاً وقوة تعبيراً عن حضورها وقوفها في وجه الأساطير الصهيونية الكبرى ومقاومتها للمشروع الصهيوني الذي انحنى له كثير من الكبار (شخصيات ودول).
ثقافتنا العربية رفضت الذوبان في ثقافة أخرى كما حدث لأمم كبرى نسيت لغتها وصارت الإنكليزية لغتها الرسمية، ثقافتنا تدعو للتفاؤل طالما تتمسك بالعروبة وحضورنا الثقافي رغم فقده سيبقى في العالم طالما يوجد أعلام وأقلام ثقافية تتوالد وتتمسك بإرثها الثقافي والحضاري وعروبتها وقوميتها ولغتها…