الثورة _ علاء الدين محمد:
مستردات، حاول الإرهابيون إخراجها من سورية، وبفضل الجيش العربي السوري استردت وسلمت للمديرية العامة للآثار والمتاحف وهي عبارة عن آلاف القطع، بعضها أعيد ترميمه، وبعضها الآخر يحتاج إلى ترميم.
عمل يجسد محبة واحترام العاملين في الآثار لشهدائهم أولاً الذين استشهدوا وهم يدافعون ويحمون تلك الآثار والمتاحف في أصعب ظروف الحرب العدوانية الظالمة على سورية.
وثانيا محبتهم واحترامهم لمن مد لهم يد العون من جيش وقوى أمنية لاستعادة تلك المسروقات التي تعود وتعبر عن الحضارات المتتالية والمتعاقبة على أرضنا الحبيبة ..إنها كنوز أعيدت الى أصولها وهي اليوم في أيد أمينة على أمل عودة كل ما نهب في زمن الحرب التي أرادت النيل من إيماننا بأننا شعب يستحق الحياة.
هذه الكلمات قالتها وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح في افتتاح معرض: كنوز أثرية مستردة (تحية لشهداء المديرية العامة للآثار والمتاحف) في مقر المديرية.
المعرض ضم العديد من الكنوز الأثرية والمنحوتات المستردة، وتعود لأزمنة مختلفة.
على هامش المعرض كانت لنا هذه الوقفة مع د .محمد نظير عوض المدير العام لمديرية الآثار والمتاحف حيث أشار أنه المعرض الثالث لقطع أثرية مستردة واظبت المديرية على إقامته لعرض القطع التي تمت استعادتها وعرضها أمام الجمهور السوري الذي يطرح الكثير من الأسئلة حول مصير تلك القطع الأثرية المهربة والتي تعود لفترات مختلفة، التدمرية والرومانية والفترة الإسلامية.. تم استردادها وإدخالها الى سجلات المتحف الوطني.
أما التدمريات منها فقد نقلت الى المتحف شبه محطمة فأعيد ترميمها وتم إنجاز العمل خلال ستة أشهر تقريبا، وهي تماثيل نصفية تدمرية مهمة جدا من الناحية الفنية والأثرية ومهمة كرسالة للجمهور وللعالم أن السوريين ماضون في استرداد ماسرق من آثارهم والحفاظ عليها.
هناك ملف لاسترداد القطع من الخارج فقد استردت خمس قطع من جنيف وحوالي مئة قطعة من لبنان الشقيق تمت مصادرتها على أراضيه وإعادتها الى المتحف..
إن استرداد القطع تجربة مهمة وإيجابية ولاقت استحسانا من المؤسسات الدولية لأن هناك سوريين وطنيين في الخارج يبلغون عن أي قطعة أثرية تعرض في المعارض او على وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها ..وحول عملية الاسترداد قال إنها عملية شائكة ومعقدة بسبب قوانين وأنظمة بعض الدول التي لاتسمح بالاسترداد وهناك أيضا مسألة إثبات هوية تلك القطع بأنها سورية بالإضافة الى الإشارة انه ليس كل القطع تعرض في المعارض والمزادات… بل منها ما يخبأ ويختفي لسنوات طويلة وتزوير وثائقها في سبيل محو ذاكرة المتابعة.
المهندس فراس دادوخ مدير العلاقات الثقافية ..تحدث عن ان المديرية بصدد افتتاح معرض كنوز سورية مستردة تحية لشهداء المديرية العامة للآثار والمتاحف ..وأشار الى التضحيات الكبيرة التي قدمتها المديرية للحفاظ على الكنوز من تلك القطع الأثرية. والعمليات الفنية التي تجري على تلك القطع لترميمها وإعادتها الى المتحف على الحالة التي كانت عليها قبل السطو بالإضافة الى تقديم الرسالة البصرية للجمهور للاستمتاع بمشاهدة تلك المكنوزات.
أما ليلى السماك أمينة متحف الآثار السورية القديمة فقالت:
تبرز أهمية المعرض الثالث للقطع المستردة من أهمية القطع التاريخية ونوهت الى فضل الجيش العربي السوري في استعادة تلك المسروقات التي كانت الغاية من تهريبها ضرب وطمس هويتها السورية لأن التراث السوري معروف بأصالته فهي تعود لعصور زمنية قديمه مثل عصور الحديد والبرونز والعصور الكلاسيكية والإسلامية ..فالمعرض يضم قطعاً يعود منها للألف الأول قبل الميلاد وبعض النقود والتماثيل تعود للفترة الفينيقية وبعض الأختام والتماثيل للعصور اللاحقة أيضاً.
