الثورة – غصون سليمان:
يعد تطبيق الولادة الآمنة أداة مساعدة مهنية وتدريب وتعلم رقمية للقابلات وغيرهن من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وانطلاقا من أهمية هذا الموضوع أطلقت المنظمة الدنماركية غير الحكومية العاملة في مجال الأمومة والطفولة “ماتيرنيتي فاونداشين” وصندوق الأمم المتحدة للسكان النسخة العربية من تطبيق الولادة الآمنة ” The Safe Delivery App “ المستخدم على نطاق واسع. حيث يمكّن التطبيق القابلات وغيرهن من العاملين في مجال الرعاية الصحية من ضمان ولادات أكثر أمانًا للنساء والأطفال حديثي الولادة في البيئات ذات الموارد المحدودة.
وذكرت السيدة آنا فريلسن، المديرة التنفيذية لمنظمة “ماتيرنيتي فاونداشين” في بيان للمنظمة والصندوق أمس، أن وجود نسخة عربية من تطبيق الولادة الآمنة هو من أولويات منظمة “ماتيرنيتي فاونداشين”. لذا يسرني للغاية أنه بدعم من شريكنا، صندوق الأمم المتحدة للسكان، تمكنا أخيراً من إتاحة التطبيق باللغة العربية لآلاف العاملين الصحيين من المشاركين في توفير رعاية الأمهات وحديثي الولادة في المنطقة العربية. ومنهم أولئك المعنيون بتقديم الرعاية للنساء الضعيفات والمواليد في العديد من البلدان المتضررة من النزاعات والأزمات في المنطقة.”
وقد كان إصدار النسخة العربية ثمرة التعاون الوثيق بين منظمة “ماتيرنيتي فاونداشين” وصندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاء آخرين، أسهموا بسخاء في هذه العملية بمواردهم وخبراتهم التقنية، وذلك فضلاً عن الإسهامات التي قدمها عاملون في مجال الرعاية الصحية من العراق والأردن والمغرب والسودان وسورية، حيث قاموا بتجربة التطبيق وقدموا ملاحظات قيمة.
*توفير رعاية جيدة
ومن جانبها أيضا بينت السيدة “جيتا لال”منسقة برنامج القبالة العالمي التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان: “أنه من المحزن أن نرى الكثير من الدمار الناجم عن النزاعات والأزمات في منطقة غنية ثقافيًا، بل وفي العديد من مناطقها اقتصادياً أيضاً، غير أنه كان من دواعي سروري أن يتم بعد ما يقرب من عامين من العمل الدؤوب إطلاق النسخة العربية من التطبيق. وسوف تكون هذه النسخة عظيمة الفائدة وذات جدوى كبيرة في مساعدة القابلات وغيرهن من العاملين الصحيين ممن يتصدرون الخطوط الأمامية، إذ سيكون من شأنها توفير رعاية جيدة من خلال تحديث مفاهيمهم الأساسية ومعارفهم بشأن الولادة الطبيعية وحالات الولادة الطارئة الرئيسية. حيث تواجه المنطقة العربية تحديات متفردة في السياقات المتعلقة بصحة الأم والوليد، وهي تحديات تتفاوت تفاوتا كبيرا بين البلدان، التي تأثرت جميعها أكثر من غيرها بجائحة كوفيد-19. ومن المأمول أن يؤدي هذا الإصدار الجديد من تطبيق الولادة الآمنة إلى تمكين العاملين الصحيين في البلدان التي تعاني من معدلات مرتفعة لوفيات الأمهات وحديثي الولادة على وجه الخصوص، والارتقاء بقدراتهم.
*أحدث إصدار
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الإصدار العربي الجديد هو أحدث إصدار من تطبيق الولادة الآمنة الذي أطلقته منظمة “ماتيرنيتي فاونداشين”، والمتوفر بالفعل باللغتين الإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى 29 لغة وطنية أخرى. وقد قام أكثر 270 ألف عامل من العاملين في مجال الرعاية الصحية على مستوى العالم، حتى الآن، بتنزيل تطبيق الولادة الآمنة والاستفادة منه.
فقد جرى إطلاقه لأول مرة في عام 2015 وهو اليوم جزء من برنامج الولادة الآمنة الأوسع نطاقاً التابع لمنظمة “ماتيرنيتي فاونداشين”.إذ تم إثبات تأثير التطبيق من خلال البحث بالتعاون بين المنظمة وجامعة كوبنهاغن وجامعة جنوب الدنمارك والقابلات الممارسات، وتم توثيقه بشكل جيد في العديد من الدراسات والمنشورات.
*احصائيات
تشير إحصائيات المنظمة أن كل دقيقة، تموت امرأة أثناء الحمل أو الولادة. بينما يلقى طفل حديث الولادة نفس المصير كل ست ثوان. وتحدث معظم حالات الوفيات تلك في بيئات ذات موارد محدودة، ويمكن منع معظمها إذا تلقت النساء رعاية عالية الجودة من عامل رعاية صحية ماهر.
كما يرتفع معدل وفيات الأمهات خلال النزاعات والحروب والأزمات.
فيما يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان الرعاية الصحية الإنجابية، بما في ذلك برامج الأمومة الآمنة في أكثر من 150 بلدا، وهو المنظمة الرائدة في الأمم المتحدة التي تدعم الرعاية الجيدة للقبالة على الصعيد العالمي.
