وزير الصناعة: التميز مفهوم أشمل من الجودة

الثورة – جاك وهبه:
أصبحت الجودة إحدى أهم مبادئ الإدارة في الوقت الحاضر، حيث كانت الإدارة في الماضي تعتقد أن نجاح الشركة يعني تصنيع منتجات وتقديم خدمات بشكل أسرع وأرخص ثم السعي لتصريفها في الأسواق، ولقد غيرت مبادئ الجودة هذا المفهوم واستبدلته بمفهوم آخر يدعو إلى أن تصنيع منتجات بشكل أفضل هو الطريق الأمثل الذي يؤدي إلى تصنيعها بشكل أسرع وأرخص، بحسب ما بينه وزير الصناعة زياد صبحي صباغ في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الوطني السادس والعشرين للجودة الذي انطلق اليوم في فندق شيراتون دمشق تحت عنوان “دور الجودة في دعم الاقتصاد الوطني”.
– ثلاثة قطاعات..
ويناقش المؤتمر الذي تقيمه الجمعية العلمية السورية برعاية وزارة الصناعة وتنظيم شركة “تالا” إدارة الجودة في القطاعات الثلاثة الصناعي والمؤسسات التعليمية والصناعة البنكية، ويركز على عدة محاور منها الآليات المقترحة لضمان الجودة في القطاع الصناعي ودور إدارة الجودة الشاملة في تحسين أداء المؤسسة وإدارة المخاطر من المعايير الدولية إلى التطبيق العملي وأنظمة إدارة الجودة في المؤسسات التعليمية وفقاً لمتطلبات المواصفة الدولية ISO 21001: – تجربة جامعة المنارة وجودة الأبحاث والمقالات العلمية وإدارة الجودة للتميز المصرفي.
– مقدمة الاهتمامات..
وبيَّن الوزير صباغ أن الجودة تأتي في مقدمة الاهتمامات الاستراتيجية الحيوية التي تواجهنا في حياتنا عموماً وفي مجالات تخصصاتنا النوعية بصفة خاصة، ويرجع ذلك للتقدم العلمي والتقني المتلاحق وتزايد حدة المنافسة بين المؤسسات الانتاجية والخدمية في ظل زيادة العرض عن الطلب وبتجاوز مفهوم الجودة معناه التقليدي (جودة المنتج أو الخدمة) ليشمل جودة المؤسسة أو المنظمة، وأنه في الذكرى ٢٦ لليوم الوطني للجودة أصبح من الضروري الحديث والبحث أكثر عن الجودة بعد سنوات الحرب العدوانية على سورية التي طالت البشر والحجر وأدت إلى تراجع مفاهيم الجودة لدى المنشآت العامة والخاصة، فكان من الضرورة أن نعيد إلى الأذهان الفكر اللازم وثقافة الجودة لنشرها بمختلف القطاعات للنهوض بالاقتصاد في مرحلة ما بعد الحرب.
– مفهوم أشمل من الجودة..
ولفت صباغ أن التطور الصناعي في الوقت الحاضر يتطلب الاهتمام بكافة الدعائم التي تركز عليها الجودة وهي المواصفات والمقايسة القانونية والصناعية ومعايرة أجهزة القياس والاختبار والتحليل وأنظمة الجودة والمطابقة والاعتراف المتبادل بأنظمة إدارة الجودة بين المنشأت أو المخابر، مضيفاً أن النجاح وتحقيق أهداف الجودة تبدأ عندما نغير نظرتنا للجودة على أنها نظام قائم بذاته وأنها عنصر واحد ضمن عدة عناصر مؤثرة أخرى في عملية متكاملة لتحقيق منظومة التميز المستدام، فالتميز، والكلام هنا للوزير الصباغ، مفهوم أشمل من الجودة فعندما نسعى لتحقيق الجودة فإننا نتقيد بمجموعة محددة من المعايير والمواصفات التي تضعها الجهات المشرعة بينما مفهوم التميز يذهب إلى أبعد من ذلك ويهدف لإنجاز الأهداف الصعبة والطموحة والجريئة التي نضعها لأنفسنا ولمؤسساتنا، فإذا كانت الجودة تعني أننا جيدون بما فيه الكفاية فإن التميز يعني أن لا نكتفي بذلك وأن نسعى باستمرار لتخطي سقف التوقعات.
– جواز سفر..
من جهته نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للجودة مازن الحريري بيَّن أن هذا المؤتمر يطرح دور الجودة في دعم الاقتصاد الوطني في محاور ثلاثة لتستجيب لمتطلبات الأسواق والتنافسية في المنتجات والخدمات، فمن ناحية دخول الأسواق وقبول السلع والخدمات في الأسواق الإقليمية والعالمية فإن الاقتصاد القوي يعتمد على منتجات وخدمات تطابق المعايير والمواصفات المطلوبة في هذه الأسواق، كما أن جواز السفر لأي من هذه الخدمات أو المنتجات هو شهادة توافقها مع المواصفات والمعايير في حد أدنى، أما من ناحية التنافسية وتحقيق القيمة السعرية العليا، فقد استجابت المواصفات القياسية الدولية والمعايير الإقليمية الاوروبية منها والخليجية وغيرها لنماذج أعمال جديدة عبر إصدار أكثر من ١٣٤٠ مواصفة ففي مجال الأغذية العضوية وعلى سبيل المثال يبلغ متوسط قيمتها السعرية من ٣ إلى ٧ أضعاف مثيلاتها من الأغذية المنتجة بالطرائق التقليدية ما يعني فتح منحى قيمة سعرية أعلى للبضائع والخدمات المنتجة وفق هذا الاتجاه من التفكير.

– مسؤولية مجتمعية..
وتحدث مدير العمليات في مصرف الإبداع والتمويل عمر هندي عن أهمية الارتباط بين جودة الخدمة والمسؤولية المجتمعية وكيفية تحقيق المسؤولية المجتمعية من خلال المصارف وخاصة أن الاتجاه العام للمصارف كان سابقاً هو الربحية، لكن حالياً يتم الربط بين الشق الربحي والمسؤولية المجتمعية للوصول إلى تحقيق اهداف التنمية المستدامة من خلال الحد من الفقر وتأمين فرص للعمل وإيجاد بدائل على مستوى الطاقة.

و بيَّن هندي أن مشاركة مصرف الإبداع للتمويل الأصغر في هذا المؤتمر تأتي بهدف دعم نشر ثقافة الجودة وتعزيزها في القطاعات الإنتاجية والخدمية، منوهاً إلى دعم المصرف لكل من لديه فكرة مشروع ريادي وفي حال عدم توفر فكرة مشروع يكون المصرف حلقة ما بين التمويل والتدريب وتقديم الاستشارات، مع الإشارة إلى أن المصرف كان جزءاً من الاتفاقية التي وقعت بين المصارف وصندوق دعم الطاقات المتجددة حيث يقدم المصرف دعم الفائدة على القروض مشاريع الطاقات المتجددة.
– ليست رفاهية..
مدير عام شركة “تالا” لتنظيم المؤتمرات فراس بارود بيَّن أن صناعة المؤتمرات والمعارض تلعب دوراً مهماً في التنمية الإقتصادية، فلم تعد رفاهية بل هي صناعة مهمة توفر فرصة للقاء العارضين والمهتمين وأصحاب القرار والفاعلين الإقتصاديين في مكان واحد بهدف تبادل وجهات النظر والتحاور وطرح الأفكار الجديدة بهدف التطوير في أي من الموضوعات التي يتناولها المؤتمر.