الثورة- تقرير أسماء الفريح:
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن إجراء حوار حقيقي حول الاستقرار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ممكن إذا كان هناك شريك مناسب ومستعد لعدم تجاوز “الخطوط الحمراء” في مجال الأمن الروسي.
وقال مدير إدارة منع الانتشار والحد من التسلح بوزارة الخارجية فلاديمير يرماكوف في تصريح صحفي اليوم نقله موقع روسيا اليوم الالكتروني: “من حيث المبدأ، لم نرفض أبدا الحوار وفي الوقت نفسه، لا يمكن إجراء حوار حقيقي إلا إذا كان هناك شريك مناسب على الجانب الآخر لهذا تحتاج الولايات المتحدة إلى النضج لإجراء محادثات جادة انطلاقا من مبدأ المساواة والاحترام لمصالحنا وعدم تجاوز الخطوط الحمراء لروسيا في مجال الأمن”.
وكانت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في موسكو إليزابيث رود قالت إن واشنطن ملتزمة بالحد من التسلح وتنتظر فرصة لاستئناف الحوار مع موسكو حول الاستقرار الاستراتيجي الذي توقف على خلفية الوضع في أوكرانيا على حد قولها فيما رد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأنه لا توجد أي إشارات على أن الولايات المتحدة مستعدة لاستئناف مفاوضات الاستقرار الاستراتيجي.
وأعلنت الخارجية الروسية قبل يومين تأجيل اجتماع اللجنة الروسية الأمريكية بشأن معاهدة “ستارت” إلى موعد لاحق.
وعلى صعيد آخر, رفض يرماكوف مزاعم الدول الغربية بإنتاج روسيا مسيرات إيرانية على أراضيها وقال إنها معلومات لا تستند إلى أي أساس وهي مجرد محاولة لتحويل الانتباه عن الاتفاق النووي الخاص بإيران.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” ذكرت نقلاً عن بيانات استخباراتية مزعومة من واشنطن وحلفائها أن موسكو اتفقت مع طهران على إنتاج طائرات مسيرة مقاتلة إيرانية في روسيا.
وأكد يرماكوف أنه ليس هناك أدلة على هذه التقارير مشيراً إلى أنها مجرد افتراضات لا أساس لها من الصحة بهدف صرف انتباه العالم عن الأمر الرئيسي وهو استعادة تطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة وفقا للمعايير التي تم الاتفاق عليها في عام 2015″.
وتنفي موسكو وطهران مزاعم الغرب وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده زودت موسكو بطائرات مسيرة ولكن قبل أشهر قليلة من بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا كما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن الغرب يتحدث عن المسيرات الإيرانية كذريعة لتبرير إمدادات الأسلحة غير المشروعة لكييف.
من جهة أخرى, أعلن يرماكوف بأن الأقمار الصناعية شبه المدنية المستخدمة في أوكرانيا يمكن أن تصبح هدفاً مشروعاً للقوات الروسية.
وأوضح يرماكوف أن الدول الغربية تستخدم وبنشاط إمكانات البنية التحتية الفضائية المدنية وخاصة مجموعة من الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض لدعم عمليات القوات الأوكرانية وبمساعدتها يتم تنفيذ مهام قتالية محددة للكشف عن المواقع ومسارات تحركات وأعمال القوات الروسية والتحكم في المركبات الجوية غير المأهولة وكذلك توجيه الأسلحة الموجهة بدقة.
وأشار إلى أن مثل هذا الاستخدام الاستفزازي “للأقمار الصناعية المدنية” يثير على الأقل تساؤلات في سياق معاهدة الفضاء الخارجي والتي تعني استخدامها السلمي فقط ويتطلب ذلك أشد الإدانة من قبل المجتمع الدولي.
وشدد على أنه مع الأخذ في الاعتبار التغطية العالمية لأراضي الكوكب من قبل الأقمار الصناعية المدنية، فإن “البنتاغون يختبر مفهوم نظام قيادة وتحكم واعد في أي مكان في العالم في حين أن الغالبية العظمى من الدول ليس لديها إجراءات مضادة فعالة”.
وقال يرماكوف: “نؤيد منع استخدام الأقمار الصناعية التجارية والمدنية لأداء مهام قتالية وندعو جميع البلدان المهتمة بالاستخدام المناسب لتكنولوجيا الفضاء إلى بذل جهود مشتركة من أجل تطوير الفضاء القريب من الأرض للأغراض السلمية البحتة “مضيفاً أنه من الممكن ضمان الطبيعة السلمية الحصرية للأنشطة الفضائية من خلال تطوير قواعد ملزمة قانونا وبالقانون الدولي تكون شاملة وتهدف إلى منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي.