الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
يوم كان الكتاب أجمل هدية يمكن أن يقدمها أحد ما بمناسبة نجاح أو تفوق أو حدث يستحق ما يليق به، يومها لم تكن قد درجت موضة الإهداءات بهذا الشكل، ولا حفلات التوقيع التي تقام كل يوم.
تقام لكتاب أو مطبوعة بغض النظر عن أهميتها..
ومتى كانت أول حفلة توقيع لا ندري ولكنها بالتأكيد فتحت باباً ذا مصراعين الأول مصارع الاحتفاء الذي يجب أن يكون ويبقى ويمثل علامة مهمة في الترويج للكتاب.
أما الثاني فهو الباب الموارب بعد أن دخل الجانب التجاري بشكل فظ ومخجل وغدت حفلات التوقيع استرزاقاً وجبر خواطر وربما رد جميل أو دين..
«حضرت توقيع كتابي أحضر توقيع كتابك» ..كما في الأعراس دين ووفاء..
ومع هذا كله ليس الأمر بهذا السوء فعلى الأقل هو احتفاء بكتاب بغض النظر عن قيمته، فقد أدى إلى تحريك دورة عمل من منضد إلى مخرج ومطبعة وعامل تجليد وما في قائمة الإنجاز من عمل..
يضاف إلى ذلك باقات الورود أو العصير الذي يرافق حفلات التوقيع إذا أقيمت..
فلماذا لا ننظر إلى هذا الجانب؟ أما تلك الإهداءات التي نكتبها لمن نحب سواء على نسخ مخصصة الإهداء أم موجهة في بداية الكتاب فهي أيضاً تخضع للكثير من النقد وتحمل الكثير من الإطراءات التي قد يستحقها من نوجهها إليه.
في ملف اليوم آراء متناثرة ولقطات من إهداءات جمعناها من مكتبات الرصيف ..ولكل كتاب حكاية ورواية..
أما كيف وصلت إلى الرصيف فهذا شأن آخر كنا من عقد من الزمن قد أجرينا أكثر من تحقيق صحفي حوله وتحت عنوان ؛ مكتبات شخصية في مهب الريح..
وربما نعود إلى السؤال نفسه قريباً…
العدد 1123 – 6-12-2022