المراهقة وحرب الهرمونات

الثورة – عبير محمد:

لاتزال مرحلة المراهقة في حياة الإنسان من أهم مراحل تطوره ، حيث اعتبرها البعض بأنها المرحلة الفاصلة بين مرحلة الطفولة ومرحلة النضوج، أو بكلمة أخرى مرحلة التأهل الهرموني للإنسان، ففي هذه المرحلة تبدأ مرحلة التغيرات الهرمونية في الجسد التي تبدأ بالمساهمة في تغيير ملامح الجسد.. ففي الأنثى تبدأ الملامح الأنثوية في النمو والتطور، وكذلك الذكر، ما يحدث من تغييرات في المظهر الخارجي و تصاحبها تغييرات في البنية الداخلية للفرد وتؤثر بذلك على كافة العمليات العقلية والعاطفية، بما فيها الحسية للإنسان.
وينشأ بسبب تلك التغييرات الهرمونية التي تتخذ من جسد الإنسان ساحة لمعركتها والتي تمتد لنهاية العمر حيث تسيطر على مجمل السلوكيات والتصرفات، وتجعل من الشخص في كثير من الأحيان أسيراً لتلك الإفرازات الهرمونية التي لا غنى عنها لاكتمال نموه، فالحب والكره والعنف، والكسل والنشاط والحيوية، إضافة لكل من الإيجابية والسلبية في شخصية الفرد ترتبط بشكل كبير بالتقلبات الهرمونية التي يفرزها جسم الإنسان في مراحل عمره المختلفة.
هرمون النمو وتأثيره على الذكاء
تختلف مستويات الاستيعاب في مرحلة المراهقة بشكل كبير من شخص لآخر وعلى التحصيل الدراسي فلا يمكن للأهل مقارنة أطفالهم مع بعضهم لأن لكل فرد في هذه الحياة مستوى ذهنيا مختلفا يحدد له ميوله وشغفه والتي ستوثر لاحقا على شكل حياته واختياراته المستقبلية، لذا ينصح الأهل بعدم مقارنة أبنائهم ومستوى تحصيلهم الدراسي ببعضهم، فالإفرازات الهرمونية تختلف من شخص لآخر مما يضمن للحياة ذلك التنوع البشري الضروري لصيرورة الحياة وواقعيتها. فالاختلاف الذهني والعاطفي والحسي مختلف بالأشخاص فما يدركه الطفل المراهق يختلف تماماً عما يدركه كل من أقرانه وتختلف الإفرازات الهرمونية حسب الجينات وحسب قدرة الغدة النخامية على إفراز الهرمونات بشكل منتظم، فهرمون النمو (سوماتوتاربين) أو هرمون النمو البشري لا يلعب دورا فقط بزيادة الطول عند المراهقين والأطفال وإنما يحفز جميع خلايا الجسم للنمو حتى الوصول للبلوغ، فهذا الهرمون يزيد من نشاط الجسد وبالتالي يزيد من فرط الحركة لدى المراهق وفرط التفكير وفرط العواطف والأحاسيس.
فالهرمونات المفرزة تخلق في الجسد معركة فيما بينها لدى المراهق مما تجعله غير قادر على التركيز في دراسته أو العلاقات الاجتماعية أو اتخاذ قرار صائب. وهنا توجهنا بالسؤال للسيدة الدكتورة هبة عرنوس اختصاصية علم النفس حول كيفية توجيه المراهق والتخفيف من تأثير تلك الهرمونات على سلوكياته وحياته؟ فأجابت:
سنّ المراهقة هي سنّ في غاية الدقة، وتشكّل نقطة فاصلة للعبور من مرحلة الطفولة إلى عمر النضج. وخلال «مرحلة التحوّل» هذه، تحدث تغيرات جمّة على الصعيدين البيولوجي والنفسيّ،
ولكن في خضمّ هذه المرحلة، قد يمرّ المراهق ببعض المشكلات، الجمالية منها خاصة، إذ يخضع جسمه لسلسلة من التغيرات الهرمونيّة، مما قد ينعكس سلباً على نفسيّته ويسبّب له بعض الإنزعاج.
يكون هذا السن حساسا لأنّ المراهق لم يعد طفلاً، لكنه لم يصبح شاباً بعد، فتختلط عليه الأمور في طريقة التصرّف إذ لا يفقه الطريقة الصحيحة للتعامل مع وضعه الجديد، مما يؤثر سلباً في علاقته مع الآخرين المحيطين به.
كما أنّ بعض العوائق الجماليّة المؤقتة قد تحول دون أن يُكمل حياته بطريقة طبيعيّة من غير مواجهة العراقيل التي قد ينتفض لوجودها.
وقدمت د. عرنوس بعض النصائح للتعامل السليم مع المراهقين حتى نساعدهم على تخطّي بعض العوائق المؤقتة ونحثّهم على مواصلة حياتهم بعيداً عن العدوانيّة منها: الانصات لمشكلاتهم بجدية، وتعلمهم ضرورة الاعتماد على الذات وإيجاد الحلول المناسبة.
المراهقة هي بالتحديد أكبر مرحلة انتقاليّة قد يعيشها إنسان، إذ يشعر أنّ عالمه المألوف قد تبعثر من حوله «فلا حياة لمن تنادي»!
في هذه السنّ، قد يخوض المراهق «امتحانات جدارة» كثيرة، من ناحية إثبات ذاته كشخص بالغ وناضج، فيضطرّ لتحمّل المسؤوليّة ويحاول أن يُظهر ذلك للعلن. لكن من جهة أخرى، لا يجب تناسي أنّه لم يصل بعد إلى مرحلة الاستقلاليّة التامة، وإن أراد ذلك بفارغ الصبر، لذلك تختلف عنده الحسابات.
إن محاولة التأقلم مع كلّ جديد تتطلّب وقتاً ومساندة ودعماً وتفهّماً. ذلك أنّه مهما كان المرء مطّلعاً وواعياً، يجب أن يكون لديه على الدوام مَن يسمعه وينصحه ويساعده.. عليكم بالإصغاء والاستماع إلى ابنائكم وعدم تجاهلهم وجذبهم ومصادقتهم.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق