الثورة – راغب العطيه:
يتوهم العدو الصهيوني الطارئ على حياة أمتنا العربية أنه قادر بإرهابه وإجرامه أن يغير حقائق الجغرافيا والتاريخ، وكل تصرفاته وانتهاكاته الوحشية بحق أهلنا في الجولان المحتل لن تغير واقع تلك المنطقة وحضارتها وتاريخها، وأنها جزء لا يتجزأ من الأرض السورية.
منذ احتلال الجولان، لا يزال هذا الكيان المسخ يمارس على الدوام عنصريته المقيتة ضد كل شيء عربي من البشر إلى الحجر إلى الشجر، ويدعمه في ذلك الغرب الاستعماري وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، الأمر الذي جعل كل قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تؤكد بطلان قرار الضم المشؤوم تبقى حبيسة الأدراج نتيجة للانحياز الغربي لهذا لاحتلال المجرم.
يمارس العدو الصهيوني كل أشكال الإرهاب والإجرام والعنصرية ضد أهلنا في الجولان منذ احتلاله له عام 1967 إلى يومنا هذا، ولكنه لم يتمكن على مدار هذه السنين الطويلة من النيل من صمود وثبات أهلنا هناك.
وجاء قرار الضم الذي اتخذته حكومة العدو الصهيوني في الرابع عشر من شهر كانون الأول عام 1981 استكمالاً لسلسلة من القرارات والخطوات الإسرائيلية العنصرية الأخرى، والتي تمت إدانتها من معظم دول العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والأهم من كل ذلك هو موقف سورية حكومة وشعباً الرافض لهذا القرار ولكل القرارات والإجراءات الإسرائيلية الأخرى، والموقف المشرف ضد القرار الإسرائيلي العنصري عبر عنه أهلنا الشرفاء في الجولان في 14 شباط عام 1982 بإضرابهم الشامل الذي دام أكثر من ستة أشهر رفضاً للهوية الإسرائيلية ولكل شيء إسرائيلي، مؤكدين تمسكهم بالهوية العربية السورية وبأرضهم وإرادتهم وحريتهم.
واليوم بعد 41 عاماً على القرار المشؤوم يقف الجولان العربي السوري المحتل بأهله وناسه وبأشجاره المتجذرة في أعماق الأرض والتاريخ، شامخاً صامداً في مواجهه كل الممارسات الإسرائيلية الإجرامية ولن تنال من عروبته وسوريته لا القرارات الإسرائيلية ولا اعترافات ترامب الأميركية بالسيادة الصهيونية عليه، وسيأتي اليوم الذي يعود فيه الجولان إلى قلب سورية إلى الأبد، حراً عزيزاً كريماً، بعد أن يتم تطهيره من رجس الاحتلال الصهيوني على يد جيشنا البطل والمقاومين من أبناء شعبنا العربي السوري الأبي.