صناعة الإبداع، ملمح نحتاجه في بلادنا، آيلة للجنوح نحو التنمية، وهي تنفض عنها ركام حرب طويلة، أكثر ما تحتاجه التفاف مبدعيها حولها كي ننجو معاً.
حين نربط الإبداع بالصناعة، فنحن ننتقل إلى تقنية مختلفة، لها مردود مادي، وبإمكانها أن تدعم نفسها، ولكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى روح إبداعية فريدة، قوامها جذب الناس، وملاذها الأول والأخير إبداع خالص تحتمي به من كل صنوف الدهر وتقلباته التي بالكاد نلاحقها في زمن تكنولوجي لا يفهم له منطق.
منطقنا هنا… مبتكر يدعم شتى صنوف الإبداع، حتى تصل إلى متلق لا يمكنه امتلاك الشغف بها، إن لم تحركه خفايا الإبداع…
إن الصناعات الإبداعية خيار المثقفين في عالم معاصر في مواجهة كل هذا الخواء الذي تصنعه مواقع لابد من التعاطي معها، ونحن ننتقل إلى الصناعات الثقيلة فكرياً، ولكن يفترض أن تسيطر الأخيرة على الخواء وتقيده، وتستبسل في الانتقال به إلى حالة جوهرية تنطلق من كل ما هو حقيقي حولنا.
بقدر ما نلوي عنق الخواء ونحن نتجه إلى فكر حي، مبدع، مبتكر، يلتف على واقع خانق، نتمكن من ترك بصمات يتلقفها متلق شغوف رغم كل المنحنيات الحياتية التي تعيق وصوله إليها.
ابتكار …قد لا تفهمه ذهنية تقليدية، إن لم تنس كل ما سبق، وتتعاطَ مع رؤى آنية ومستقبلية، أسس لها عبر سنوات عديدة، وها هي تشعل أجواء واقع نهم إلى معطى جديد.
في مكتبة الأسد وعبر “مؤتمر الصناعات الإبداعية” توقفنا مع حالة ثقافية مهمة، اجتمع فيه على مدار يومين وعبر ندوات عديدة مختلف صنّاع الفكر والثقافة، مؤتمر نتمنى أن يختط أولى الخطوات نحو ابتكارات بشرية تصبح فيما بعد خيار تنمية طويل الأمد، يعزز المحفزات الرئيسة لنمو إبداعي يطول مختلف المجالات الثقافية والفنية.

السابق