الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
كلما تذكرت الاحتفاء بأي حدث ثقافي بما يسمى مناسبة أو يوم أشعر أننا نمارس نوعاً من الهروب الفعلي إلى الأمام من خلال الصخب الذي نثيره ليوم أو اسبوع ..لا أكثر ولا أقل ..
يوم الرواية..يوم الشعر يوم المسرح ..ولكن ماذا عن بقية الأيام الأخرى..؟
يوم عالمي للغة العربية، وهذا فخر لنا أن يكون لها يوم عالمي، ولكن ماذا فعلنا نحن حتى تكون عالمية؟…هل أبدعنا علوماً وأطلقنا مصطلحاتهم معها؟ هل استطعنا أن نخترق النسيج اللغوي العالمي بمفردات دخلت معجمه ..أعني الآن؟
اللهم إلا تلك التي كانت فخاً ومصيدة مثل الإرهاب وما في القائمة..
في اليوم العالمي للغة نسأل : ماذا عن معجمها الحديث ..ما آخر معجم تمت صناعته، وعند أي عام توقف ..هل هو المعجم الوسيط الذي صدر عن مجمع القاهرة منذ نصف قرن ..أم المعجم المدرسي الذي صدر عن وزارة التربية السورية منذ منتصف الثمانينات…
اللغة الإنكليزية، كما نعرف كل عام تضيف مفردات دخلت إليها وأخذت طابعها ويتم نشرها في المعجم..
نحن نعيد طباعة معجماتنا القديمة، وهذا جيد لكننا نتمنى صناعة معجم حديث، وهذا جهد يحتاج تضافر علماء من مختلف مجامع اللغة العربية..
ولن أتحدث عن معاجم المصطلحات الأجنبية العلمية أو السياسية أو التربوية فهذا له حيز آخر…
في يوم لغتنا بكل أسف نقول : مازلنا مشغولين بمن أطلق الفكرة وأي يوم يجب أن يكون وهذا حق ولكن لنتقدم خطوات نحو اللغة والحياة، وليكن العام كل العام يوماً للغة العربية ..إبداعا حياة ممارسة..إنقاذاً..
العدد 1125 – 20-12-2022