ضياء حمدان ورقص في أعراس القدر

الثورة –حمص –  سلوى إسماعيل الديب:
كل يوم يغرد في عالم الأدب أديب أو أديبة جديده ليتركوا بصمتهم الخاصة، نحن الآن أمام باكورة أعمال الروائية ضياء حمدان ” رقص في أعراس القدر” في 244 صفحة قطع متوسط، برغم وجود بعض الهنات والمأخذ، إلا أنها أبدعت والتقطت الخيوط الأساسية للعمل الروائي، وخلال الخوض في غمار العمل نجد:
أنها تمتلك مخزونا وجدانيا كبيرا ، رَسَخَ بداخلها من أثار ومفرزات الحرب العدوانية على سورية، يحمل العمل فيضا من مشاعر الحزن، دفع بقلمها لتخط ما بداخلها من عواصف تجاه هذا الوطن المنكوب، لتتناول قدرة المرأة على تخطي المحنة بصبر من خلال النظر إلى وجوه الثكالى ومقارنتها بالأفعال الجبارة التي قامت بها.
لتشير إلى ما تملكه نساء وطننا فهن أعظم النساء وأكثرهن صبراً وتسليماً بقضاء الله، وحثت على ضرورة تعليم المرأة لتكون السند الداعم لكل أفراد الأسرة وللمجتمع بشكل عام، والتنبيه للواجب الأكبر هو تقديسنا لجنودنا الأبطال العظماء، وتخليدنا لأفعالهم وعطائهم وتضحياتهم، فتجربة حمدان الروائية وطنية بكل مشاهدها، وعمل توثيقي لما حدث في أغلب أنحاء سورية، من أعمال وحشية من قبل الإرهاب من قتل وسلب وتدمير وخطف، ليكون مرجعاً للأجيال القادمة، ولتلقينهم دروسا في حب الوطن والتضحية والتفاني في العطاء من أجل بقاءه.
تميز أسلوب حمدان بالتشويق والإثارة ،وبساطة مفرداته ومعانيه، يلامس القارئ ويداعب وجدانه، نبدأ من عنوانه “رقص في أعراس القدر”، الذي يوحي بأنها قدرية بوجدانها، تسلم بأن ما يحدث من ترتيب القدر، فيكون عنوانها لافتا فهي  تربط الرقص الذي يرافق الأعراس والفرح  بالقدر، حيث تميز الغلاف بلونه البنفسجي الحالم وتدرجاته، ولوحة لرجل وامرأة يرقصان رقصة الزفاف دون أن يظهر وجهيهما نصفهم يحيطه الأزهار الملونة التي توحي بالأمل والفرح القادم، والنصف الأخر تداخل فيه الأبيض بالأسود، كحياتنا التي تتناوب بين الفرح والحزن بطريقة درامية..
ليكون العمل واقعيا اختارت مشفى حرستا الذي عانى خلال الحرب من قنص وقذائف، وقد استشهد العديد من عناصره، لكنهم لم يتركوا واجبهم، والتزموا بعملهم، فتوثق حمدان أقسى اللحظات التي اختبرتها أسرة المشفى من أطباء وممرضين وحراس..
ومن أسماء أبطال العمل “حياة” وهي الفلك التي تدور حولها الأحداث، تختصر بهذا الاسم ما تعانيه البطلة من مرارة فقدان الأهل واستشهاد الأخ وهجران الحبيب ثم لقائه من جديد.
تبدأ عملها بكلمات ذات عمق فلسفي لتقول “الكون سجن واسع رحب. .والقدر هو السجان الحقيقي الذي يملك عمرنا بأقفال من الحزن والفرح، يدسها في جيوبه ويغفو، لنركن كالعصافير في أقفاص وبين يديه، فيطلق أرواحنا كيفما يشاء، أو يحبسها لأجل غير مسمى” فنلاحظ كم من الصور المعبرة التي تصور الواقع بشفافية مازجه بين الطبيعة وعناصرها والواقع شجونه،  حيث نجدها في اغلب المواقع تتناول ما يمر به الشعب السوري من مرارة الفقد في هذه الحرب الظالمة لأغلب شبابه أو غدوا مقعدين الفراش أو مقطعي الأوصال “حياة هو اسمها ولكنها غدت بلا حياة، نبضها قلادتان متدليتان بسلسلة حزن طويلة: الاولى صورة أخيها عهد الذي استشهد منذ سنتين، والثانية لابن عمها غيث الذي أقسم أمامها مراراً أنه لن يتوانى في الدفاع عن الوطن برهة، ولن يمنعه عن ذلك سوى الشهادة رغم العجز وخسارته لأحد مفاصل قدميه في إحدى المعارك الضارية…” لتشير إلى ما يملكه شبابنا من روح التحدي والصمود وعدم الانهزام لأي سبب.
لتحمل لنا في ختام عملها الأدبي بشائر الأمل من خلال إنجاب طفلة للبطلة وتطلق اسم رجاء كاستمرار للحياة فنحن شعب لا ييأس ويولد كل يوم.

آخر الأخبار
الإدارة المحلية في حلب تبحث تطبيق الهيكلية التنظيمية الجديدة بلدية "الباب" تزيل إشغالات الأرصفة إلزامية "اللغة الإنكليزية" وآلية احتساب اللغات الأجنبية تعزيز التعاون الثقافي والتربوي مع اتحاد الكتاب العرب مباحثات مثمرة في الطاولة المستديرة الاقتصادية بين سوريا والسعودية رفع كفاءة المباني التاريخية للاستخدام الأمثل    مسؤولون صينيون وأميركيون يتوصلون إلى إطار عمل لاتفاقية تجارية الأسعار تعزف لحنها الخاص.. والسيمفونية مستمرة! ما علاقة الهجوم على إيران وقطر بوقف إطلاق النار في غزة؟ نقص بأدوية المركز الصحي الأول بجبلة كيف علَّق ترامب على اختبار روسيا لصاروخ يحمل رؤوساً نووية؟ مسؤولة أوروبية.. سلام غزة قد يستلزم تغيير القيادة الإسرائيلية مشاركة سوريا في (FII9) ستنعكس إيجاباً على الحياة الاقتصادية  "مبادرة مستقبل الاستثمار".. إعلان رسمي لعودة سوريا إلى الساحة الدولية 19 ألف طن زيت.. توقعات متوسطة لموسم الزيتون في حلب استعادة العقارات المنهوبة.. خطوة نحو العودة الآمنة سيناريو متفائل لمبادرة الاستثمار 2025 إزالة الركام المتبقي لبدء تأهيل المركز الثقافي في الميادين معايير في اختبارات إعداد المدرسين في دمشق الهيئة العامة للمعادن الثمينة.. قاطرة تنظيم القطاع وجذب الاستثمار