الثورة – سيرين المصطفى
مع التطور التكنولوجي وانتشار الأجهزة الذكية، أصبحت هذه الأجهزة متاحة لأغلب الأسر في المجتمعات المختلفة، بما فيها سوريا.. وأصبح الأطفال يستخدمونها بشكل متزايد.. بعض الأهالي يقدمونها كهدية، أو كمكافأة، أو كوسيلة لتهدئة الطفل، أو لقضاء وقت ممتع.
ومع ذلك، فإن استخدام الأجهزة الذكية له آثار مزدوجة على الأطفال، فقد يكون له تأثير إيجابي في بعض الجوانب، وفي الوقت نفسه قد يكون له تأثير سلبي في جوانب أخرى.
لكي نفهم هذا التأثير المزدوج للأجهزة الذكية على الأطفال، من الضروري استعراض الجوانب الإيجابية والسلبية لهذا الاستخدام.
للأجهزة الذكية العديد من التأثيرات الإيجابية، أبرزها تعزيز التعلم والمهارات التعليمية. فهناك العديد من المنصات التي تقدم دروساً ومعلومات وفيديوهات تعليمية في مجالات مختلفة مثل اللغة والقراءة والكتابة وغيرها.. كما تساعد هذه الأجهزة على تطوير الإبداع والخيال من خلال بعض التطبيقات والألعاب التعليمية.
لكن في الوقت نفسه، قد يؤدي الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية إلى تأثيرات سلبية على الأطفال. من أبرز هذه التأثيرات انخفاض النشاط البدني، وتأثر النوم والتركيز، بالإضافة إلى بعض المخاطر المتعلقة بالمحتوى غير المناسب، أو العزلة الاجتماعية الناتجة عن الانغماس الطويل أمام الشاشة، حيث يميل الطفل لقضاء معظم وقته برفقة الجهاز الذكي أكثر من عائلته وأقرانه.
يشير أخصائيون إلى أهمية التوازن في استخدام الأجهزة الذكية، من خلال قيام الأهالي بتحديد أوقات محددة للاستخدام اليومي بما لا يؤثر على النوم أو النشاط البدني.. وفي الوقت ذاته، أضافوا أنه يجب مزج الوقت الرقمي مع الأنشطة البدنية والاجتماعية والتعليمية الواقعية، إلى جانب تشجيع الأهالي على المراقبة الإيجابية بدل المنع التام.
كما نصحوا باستخدام التطبيقات التي تتيح مراقبة الوقت ونوعية المحتوى، ومشاركة الأطفال في اختيار الألعاب التعليمية أو البرامج المناسبة لعمرهم، وخلق روتين يومي متوازن بين الدراسة، اللعب الرقمي، والأنشطة خارج الشاشة.
ويشدد الخبراء والتربويون على أن استخدام الأطفال للأجهزة الذكية يجب أن يكون موجهاً ومدروساً، فهو قد يعزز التفكير النقدي والإبداع إذا استُخدم بطريقة صحيحة.. وفقاً لأطباء الأطفال، الإفراط في استخدام هذه الأجهزة قد يؤثر على النوم والبصر والنشاط البدني، ما يجعل التوازن أمراً ضرورياً.
استخدام الأطفال للأجهزة الذكية أصبح أمراً مألوفاً في أغلب المجتمعات ومنها السوري، ووفرت التطبيقات والمنصات العديد من التأثيرات الإيجابية جمعت بين العلم والترفيه والتسلية، لكن الإفراط في استخدامها يؤثر سلباً على صحتهم الجسدية والنفسية وعلى علاقتهم بالآخرين، لذلك ينصح الخبراء والاختصاصيون بأهمية التوازن لضمان سلامتهم.