رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لا يزال يراوح في ذات المكان.. بين جنون الواهم المهزوم، بإنجازات هي والمستحيل صنوان لا ينفصلان، وبين فوضى التخبط، ونطح الجدران، لعله يجد ضالته التي تنتشله من المستنقع الآسن الذي أغرق نفسه وشعبه به، عن سبق إرادة وتصميم، دون أن يكترث بما جلبه لنفسه، ولوطنه، ولشعبه من دمار، وويلات، وفاتورة اقتصادية مكلفة جداً.
ولكن حماقات زيلينسكي يبدو أنها لن تقف حد مطالبة المنظمة الأممية باستبعاد روسيا من عضويتها ومن مجلس أمنها، بل هي ستتجاوز ذلك بمسافات، لتصل في نهاية المطاف إلى الخطوط النووية الحمراء، ولتكون محطة زابورجيا هي بيت القصيد الأوكراني، كيف لا وهو أي زيلينسكي ينفذ بشكل أو بآخر على الخارطة الأوروبية، ما تم رسمه بأيدٍ أميركية.
موسكو وهي المشهود لها بجنوحها التام إلى لغة السلام والتفاوض، ولكل ما من شأنه حقن دماء الأبرياء، قرعت ناقوس الخطر، وأكدت أن تصرفات نظام كييف في محطة زابورجيا، قد تؤدي إلى كارثة، لا سيما في ظل الاستهداف الأوكراني الممنهج للمحطة، وإن كانت الغاية الدنيئة مشكوفة للعيان، ألا وهي تشويه صورة روسيا، وإيجاد مسوغات باطلة، وأدلة كاذبة لاتهامها باستهداف المحطة النووية أولاً، ولتقليب الرأي العام العالمي والأوروبي ضد موسكو ثانياً، والعمل على شيطنتها إعلامياً، وصولاً إلى إراقة دماء أكبر عدد ممكن من الأبرياء، الأمر الذي يخول الدول المارقة حينها مساءلة موسكو أممياً، واتهامها بارتكاب جرائم حرب، وإبادة جماعية، واستخدام أسلحة محظورة أممياً ثالثاً.
كثيرة هي السيناريوهات التخريبية في العقول الإرهابية الأميركية، والأوكرانية، والأوروبية المنقادة، وكثيرة أيضاً الأيدي الإجرامية العابثة التي تحاول على الدوام المساس بالاستقرار، والسيادة، والتفوق النوعي الروسي، ولكن تبقى عزيمة موسكو على تحقيق النصر المؤزر أكبر من أي معوقات أو ألغام قد توضع على سكك المسيرة الروسية، ما بين الفينة والأخرى.
السابق
التالي