أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفاء برأس السنة والسوريون في كل مكان على هذه الأرض مستمرون بالفرح وصنع النجاحات والإنجازات على أساس المحبة والتسامح والانفتاح على الآخر
مؤمنون برسالة الإنسانية وسموها .
هكذا، تحتفل سورية، صغار وكبار، تجمعهم الفرحة والتصميم على تقديم صورة الوطن الذي نحبه ونؤمن به.
اليوم تقرع الأجراس إيذانا ببدء الفرح، ففي عيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة قدم السوريون نماذج حضارية وإبداعية أثبتت للعالم أجمع أنهم أبناء الحياة والعطاء والثقافة بمعانيها المختلفة رغم ظروف الحرب والحصار الجائر .
وأنت تشاهد ما يُنفذ على أرض الواقع تدرك صلابة السوريين وقدرتهم على صناعة الحياة وتجديدها رغم الألم الذي يحيط بهم، بمآسيه وأوجاعه، ورغم الفكر الظلامي، الذي وقف في وجههم منذ سنوات بالمرصاد، ليرجع بهم إلى الوراء آلاف السنين، ولكن إرادة الحياة كانت وما تزال أكبر مما يزعم هؤلاء الذين يستطيعون فرض السواد والجهل والدمار .
عيد الميلاد هو ميلاد جديد لسورية ورسالة طمأنينة لكل السوريين بأن سورية ستبقى واحة الأمان لكل من يعيش على أرضها أو يزورها .
هكذا هم السوريون في كل مكان يزرعون الأمل، ومن أجدر منهم على الزرع والحصاد وروي مئات بل آلاف القصص من بطولات جيشنا وشعبنا، بطولات هي الأساطير بعينها، نسجها وحاكها أبطال سوريون .
لسورية أرض القداسة والنقاء والبهاء، كل عام وأنت مهد الإنسانية والجمال، وعطاؤك ينسكب ندياً بهياً ليورق فعلاً مثمراً كل عام والسوريون يثبتون أنهم كما الذهب يزداد بريقاً وقوة حين تلفحه النار ، وأنهم النموذج الحقيقي للتطور والتعايش والانفتاح والتعددية .
التالي