الثورة – عبد الحميد غانم:
بين عامين لنا محطة، ونحن نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً، بين عام انقضى وعام يأتي، عام ذهب لكن أحداثه وهمومه المزدحمة باقية ومستمرة.
كان العام 2022 عاماً ثقيلاً بمشكلاته وتداعياته العجاف على السوريين، بسبب السياسات الرعناء للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، وسياسات الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال التركي إلى جانب العقوبات والحصار والإجراءات القسرية الاقتصادية القسرية أحادية الجانب للضغط على سورية وشعبها.
عانى الشعب السوري خلال هذا العام الكثير، نتيجة لتلك السياسات والممارسات من عدوان واحتلال وحصار اقتصادي وعقوبات، تضاف إلى سنوات العجاف الماضية.
ورغم صعوبة المشهد والمعاناة في هذا العام إلا أنه كما يقال من رحم المعاناة والألم يبزغ فجر الأمل، فإنه لا يستطيع أحد أن يطفئ نور الحياة لشعبنا المتمسك بإرادته وبسيادته وحقوقه وهويته ودفاعه عن استقلاله في وجه المخططات العدوانية التي تستهدف سورية ومستقبلها.
وعلى الرغم من كل العراقيل التي وضعتها قوى العدوان والإرهاب الدولي وقوى ظلامية امتهنت سياسة العدوان لسرقة الثروات، حيث شكلت قوى الإرهاب العالمي الأداة بيد الإدارة الأمريكية، لمحاولة إخضاع سورية وتقسيمها، إلا أن الشعب السوري البطل قدم أعظم صور الملاحم البطولية في الصمود في وجه الاحتلال والعدوان والحصار والعقوبات.
وهذه ليست غريبة عن شعبنا، فتاريخ المنطقة في الماضي والحاضر يشهد له بالتضحية والإباء والصمود بوجه الغزاة ولا يستسلم للصعاب مهما عظمت وعلت، وقادر على دحر المعتدين ومخططاتهم المشبوهة.
كلنا ثقة بأن سورية شعباً ودولة وجيشاً التي دحرت الغزاة وتصدت لكل مشروعاتهم واعتداءاتهم قادرة اليوم على بعث الأمل من جديد، والتصدي للحملات المعادية وإسكات الأصوات النشاز التي تريد تضليل الحقائق وتشويهها، وقادرة أيضاً على تخليص البلاد من رجس الإرهاب والإرهابيين، وإطلاق عمليات البناء والتعمير لكل ما دمرته آلة الحرب والعدوان والإرهاب.