الملحق الثقافي- د . حسين جمعة:
لا مراء لدينا في أن النص الشعري تجربة جمالية تعبّر عن كينونة عارمة بالرموز…وفيها يتعانق الذاتي بالموضوعي والداخلي بالخارجي والخفي بالجلي والواقع بالخيال والرمزي بالتقريري …والباطن بالظاهر في حال الحضور والغياب والواقعية والتأويل …
إنه رسالة حبلى بالأسرار والإشارات بين المبدع والمتلقي في صميم عالم لغوي يشف بمكنونات فياضة ولا يصرح بها …ومن ثمّ فان اللغة الشعرية تتجاوزحروفها المباشرة لتغدو كائناً حياً تعبّرعن وجود حي يتحرك بوصفه كائناً جمالياً مثيراً مملوءاً بالدهشة وكسر أفق التوقع ما يجعله يتحرك بهيئة جديدة تغاير كلّ ما سبقه ..وتغاير كلّ مألوف …
وعلى المتلقي أن يرتقي إلى مستواه حتى ينفتح عليه وإلا لقي النص منه ما لم يلق من غيره …فالنص ينفتح بطريقته بوصفه تجربة وجودية وجمالية …وويل له إذا وقع بيد قارئ جاهل لا يملك من أدوات النقد والمعرفة إلا اسمها …..
وقد عالجنا ذلك كلّه في كتابنا ..المسبار في النقد الأدبي .
العدد 1127 – 10-1-2023