دأب المسرح السوري في السنوات السابقة وهذا العام تحديداً على تقديم العروض المسرحية وإقامة العديد من المهرجانات مثل مهرجان المونو دراما والماغوط ومهرجان طرطوس المسرحي للهواة ومهرجان أليسار المسرحي في اللاذقية ومهرجان المسرح الجامعي في مدينة حمص وقد حقق حضوراً لافتاً داخل سورية وخارجها.
اليوم ونحن نحتفل في مهرجان الهيئة العربية للمسرح الذي يقام في الدار البيضاء بالمغرب العربي من الـ 10 إلى الـ 17 من كانون الثاني الحالي، تشارك مسرحية (سوبرماركت) إخراج الفنان القدير أيمن زيدان ضمن الفعاليات، وهذا دليل على الحضور السوري في مختلف صنوف الإبداع، وسطوعه في المحافل العربية.
أمام هذا المشهد يأتي السؤال الأكثر إلحاحاً رغم الإضاءات المهمة للمسرح، ورغبة الجمهور بالغوص في هذا الفن إلى أين يمضي بنا مركب (أبو الفنون) وإلى أين نبحر به؟
لاشك أن المسرح السوري يعاني من بعض المعوقات أهمها أزمة النصوص وهجرة الفنانين له رغم محاولة المعنيين في المسرح دعوة الكثيرين له، إضافة إلى الروتين الإخراجي الذي بتنا نلاحظه جميعاً والذي يجب إعادة النظر به، ناهيك عن ضرورة نقص الدعم والتمويل.
في يوم الاحتفاء بالمسرح العربي نقول: المسرح السوري رغم سني الحرب القاسية وقول الكثيرين إن المسرح يستعيد ببطء حالته ولا يزال في طور النّقاهة قاوم وقدم العديد من المبادرات المسرحية، إضافة إلى دعمه للشباب الشغوف للمسرح الذي واجه مختلف التحديات ليخفق في مكان وينجح في أماكن كثيرة، ولكن تبقى إرادة القائمين على المسرح شعلة متقدة نعتز بها ونؤمن أنها ستعيد لهذه الخشبة ألقها وتجديدها في تناول قضايا الناس والغوص في همومهم والبوح بأشجانهم، وبالتالي خلق حالة من الوعي على صعيد تطوير الذائقة الجمالية.